عبد الحميد مشكوري
يكتب .........................
قصة قصيرة جدا [ قُ قَ جْ ]
ــــــ الحلاق والشارب ـــــ
في يوم من أيام الحجر الصحي المنزلي الطويل، وجدت شعري طويلا فتسللت إلى الشارع قاصدا محل الحلاقة الذي آلفت أن أقص عنده شعري، فوجدت المحل نصف مغلق، فلما وقفت أمام الباب انتظر فتحه، خرج الحلاق مسرعا وجذبني الى الداخل وأغلق باب المحل وقال هذه احتياطات أمنية فقد مُنعنا من العمل في زمن هذا الوباء اللعين، لكننا نصطاد لقمة العيش بهكذا أساليب، ومباشرة بما أنه متعود على قصة شعري بدأت آلةالحلاقة تشتغل وبعدما انتهى من حلاقة شعر رأسي عرج بتلك الآلة الكهربائية الحادة على شاربي وبدون استشارتي حلق ذلك الشارب الذي طالما تباهيت به. صدمني الموقف تأسفت على شاربي ولم استطع أن اتخاصم مع الحلاق ، فوضت أمري لله، وعدت أدراجي متسللا إلى المنزل فلما دخلت في الرواق صادفت حفيدتي الصغيرة ضحكت عاليا بملء شدقيها لما رأت وجهي دون شارب، ابتسمت في وجهها رغم أسفي العميق على ماحدث لي عند الحلاق، قصدت بعدها غرفة والدتي لأتناول معها فنجان القهوة المسائية وبما انها طاعنة في السن والرؤية عندها ضعيفة قالت من أنت؟ اندهشت من سؤالها وقلت أنا ابنك عبد الحميد. قالت: ابني له له شنب جميل وانت أين شنبك؟ عندها دخلت زوجتي حاملة معها صنية القهوة تفاجأت لما رأتني بذلك المنظر وقالت مازحة معي ما الفرق بيني وبينك. أدركت حينها أن الحلاق لم يحلق شاربي فقط ، انما حلق هويتي وأسقط هيبتي وسلب وقاري .
تبا لك أيها الحلاق. وقلت في نفسي الحمد لله على نعمة الحجر المنزلي وإلا لانكشف أمري أمام العامة .🤣🤣🤣🤣🤣🤣🤣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق