الأسطى
"""""""""
وكيف تعمل في مصنع للسكر وينفد من بيتك السكر ؟
قال الزوج :وإن كنت أعمل في مصنع ولكني لا أملك المصنع ،إنه رمضان والحلويات والعصائر يازوجتي العزيزة سأحضر لك ما يكفينا من السكر اليوم
ويقطع حديثهما سائق الوردية ينادي عليه "ياأسطي عبده ياطفشان "وتجمع العمال وكأنهم في نزهة بعد السحور
اليوم شديد الحرارة والعمل شاق وتزيده مشقة تلك الحرارة المنبعثة من قلب الماكينات مما يوحي بزيادة الإنتاج وزيادة الظمأ في نهار رمضان ، الباش مهندس "سيف" في مكتبه يقرأ القرآن
ولكنه يهرول مسرعا الي الخارج علي صوت عال ،إنها المكينة الأم وقد توقفت الآن ،الاسطي عبده الطفشان يستعد للعودة الي بيته فقد انتهت ورديته ،ولكن من يصلح العطل سوي الطفشان انه اعلم الناس به ،الترس الأوسط قد انشطر نصفين لابد من استبداله ،ولم يتبقي علي الآذان سوى ساعة واحدة ،يشمر الأسطي وينهمك في العمل ويحاجه الترس المعطوب عن التحرك من مكانه ولكنه يستجيب لجذبة بيد الأسطي النحيلة بقوة الصائم الذي أمضي يوم شاق وآن له أن ينعم بفرحته الأولي ،وقد كانت فلا ينتبه الاسطي الا علي آذان المغرب فيناوله
الباش مهندس التمرات بيده ،فيرفع الاسطي راسه المحشوة داخل المكينة يرفعها الي السماء،اللهم إني لك صمت وعلي رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله٠
بقلم /محمود أحمد الحكيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق