……… سراديب موحشة ………
سراديب موحشة كلها وجل
بعيدة هي فسحة الأمل
منهك حملت مستقبلي
ثقل على كتفى مشيت
حملت أوجاعي وآمالي
ودعت أحلامي وأوهامي
استأنست ظلي
حملت نعشي الصغير
ومشيت…………
قابلت وجوهاً لا أعرفها
وقلوباً أعرفها
قابلت على من تحسر
على أخ العرب الكسعي
على من يبكي ندامته
قابلتهم والدماء تنزف
من أيديهم ومن الضمير
ومشيت…………
قابلت القمر الحزين نصفه
يبتسم بكل حياءٍ
والنصف الآخر
يبكي خلف الربَاب
أتراه يداري حزنه
أم الخجل منعه أن يغيب
ومشيت…………
قابلت غرباناً لونت ريشها
في زمن الوفرة
بأزهى الألوان
طالتها زخات مطر الشدائد
عادت غرباناً تنعق
سوداء الريش والقلب
ومشيت…………
لم يتذكرني أحد
ولم يتذكرني القمر
الليل الموحش يشبهني
يشبه سواده كل الآفاق
نجومه فراشات قصت
أجنحتها وماعادت تطير
وماعادت تهوى أن تطير
خفت عتمته اللدودة
فيها تتشابه كل الأشياء
النور..الظلمة..الأكفان
ومشيت…………
وأنا وحدي أمشي
ماعدت أشبه أحداً
ذاكرتي معطلة
بيت بدون نوافذ
غربة بدون جواز سفر
غيمة تأبى الهطول
عزلة في زمن ملول
ومشيت…………
وصلت أرض الفناء
مريض عاق الذاكرة
مشلول الذكريات
بكيت مثل نهر
أغلق أبوابه
هربت من عزلتي
إلى حروفي
ترى هل سأكون؟؟؟
ومتى سأكون !!!؟؟
أمد يدي
عبر نافذة فتحها نبض
قلبي وهدير وجداني
هل سأعثر على قمري
أغني له ويغني لي
ألامسه يغفو على راحتي
هل سأعثر على نفسي
هل سأعثر على الإنسان
خيرات حمزة إبراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق