كيف أصبحت الأن
---------------------------
تَأمَلتُ كثير ا فى حياتى..كيف كانت
وكيف أصبحت الأن
كانت وطن كانت وطن من الدمار
من الخرابُ والخذلان
كانت الأمانى مُبعثرة..لا أعرف لهاعنوان
وأشلاء قلبى تتناثر مابين جُرحٍ وحرمان
حَمامة ذبيحة فى سماء الكَون تطير
تطيرُ بالأحزان
وعُصفور لايشدو ولاتروق لهُ ألحان
وضالاً كُلما أرادَ التوبة حَجبوا عنه
صوت الأذان
وطفلٍ مُشردُ بلا أُم بكأس اليُتم نشوان
وشابٍ أزهر الربيع عمرهُ فى وطن
يقتُلُ الربيعُ عمدا ويقطعُ الشُريان
أُسافرُ أسافرُ من مدينة لِأُخرى ومن إمرأة
لأخرى أتسول الدفأ أتوسل منحة الأمان
أتقدسُ أتقدس فى صرخة الصقيع
ومايآوينى غير رمل الشُطآن
أرى البحر أرى البحر أبتسم أغتسِل أتوضأ
وتبقى الخطايا تبقى الخطايا أننى إنسان
أتقدس وأتقدس فى لَون دموعى مُغتربا
مُغتربا وأرفُض أرفُض كل الألوان
أخترعُ نبيذا غير النبيذ أخترعُ قصيدة
غير القصائد أخترع إنسان من وهمٍ من دخان
أخترعُ أرضاً للزهور أخترعُ لُغة للطيور
أخترعُ عِطرا للبخور أخترع الثلج أخترع الثلج
فى أخرُ نيسان
ويبقى عجزى الأكبر يبقى عجزى الأكبر
أننى لم أستطيع إختراع أوطانٍ غير الأوطان
حُكاما غير الحُكام وسجانٍ غير السجان
هكذا كنتُ قبل أن ألقاكِ ياعمرى وأحلامى
قبل ربيعُكِ الذى أعيشهُ فى كل أوان
قبل أن أهدأ بين يديكِ وأغفو على صدركِ
أنتِ سكران
فهجرتى قبلكِ لم تكُن هجرة أجهضها أجهضها
كُفر الكُهان
جادتُ عيناكِ بالهدى جادت عيناكِ بالهدى والتوبة
فلا صَنم ولا أوثان
الأن أبدأ رحلتى بفجرٍ نقىّ وصلاة وصلاة
تُضىء كل الأركان
أُلملِم شتاتى أعبر جسر الخوف الذى كان
وأصوغ دستورا جديدا وأغير خارطة الأزمان
وأكتُب اسمكِ كإلاه جديد للحبِ على الشجر
وعلى الحيطان
وأغزِل ثوبكِ الجديد من العبيرِ من زهرُ الرمان
وأقول فيكِ ماحجبتهُ عن الدنيا أقول فيكِ
ماخبأتهُ فى الشريان
ياامرأة تُحكم قبضتُها على قلبى ياامرأة
تزِن الأرض فى الميزان
تُسافر بى كيف شاءت وتعود بى متى شاءت
وبين السفر والعودة أشواقى إليكِ هذيان
سافرت فيكِ بلا عودة وكيف لى عودة
وأنتِ خير الأوطان
ياامرأة تمشى فى اجزائى تزرع الورد
تزرع الورد والريحان
وتمنحنى السعادة والدفء والحنان
ياامرأة تشُق الصدر تشُق الصدر كسيفً
يقطع الوجدان
إنى مهزوم مهزوم فيكِ مهزوم مهزوم
من القدم إلى الشُريان
--------------------
حسام الدين صبرى

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق