تَقمّص
عندما تفقد ابويك تدخل مرحلة جديدة من حياتك وكأنك تحزم حقائبك نحو عالم آخر لا أحد يراه سواك. تشعر ان روحك شاخت قبل جسدك . فبعد أن يستهلكك الحزن وتغدو كفتيل شمعة متهالكة، يبدأ الفقد بنخر روحك من الداخل كأنه حيوان مفترس يشتم نزف روحك فتجذبه رائحة الدم ويعلو حياتك عثّ الحنين. بعدها تصبح انت هم فتتقمص عاداتهم وتحب ما كانوا يحبونه . يوما ما ستجد نفسه تفطر على صحن بقلة أو خبيزة وتقلّل ملحها خوفاً من الضغط. ستبدأ بشرب الأشياء سادة دون سكر خوفاً من أن تصاب بالسكري. عندها ستدرك المعنى الحقيقي للأبوة والأمومة وتحاول عبثاً ان تُفهم اولادك ما سيفهمونه يوماً ما عندما يتأخر الوقت ، ولكن يبدو أن الوعي الإنساني له مواسم لا يأتي قبلها. عندما تفقد والديك ستشتم رائحتم في كل شيء : في نسيم الصباح ، في رائحة القهوة ، في خضرة طبق الملوخية في مواسم الفرح وفي أوقات الشجن... ستصبح انت هم وتفقد ذاتك القديمة لأنك تعرف انك لن تكون شيئا بدونهم ففي مراحل الفقد المتقدمة تتناسخ الأرواح فتتخلى عن ذاتك وتصبح انت هم حتى تتمكن من الاستمرار دون أن يكون داخلك خاوياً.
#بقلمي
#إيمان_مرشد_حماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق