أحوالنا
ماذَا أَقولُ لربي حينَ يَسأَلنِي
ماذا صنعتَ بِأمرٍ قَدْ قدرناهُ؟
هلْ سَرَّ عينيكَ ما تَرآَهُ من صورٍ
يَشِيْبُ منها الصِّبَا في عُقْرِ مثواهُ؟
تراكمتْ في بلادِ العُربِ قاطبةً
مزائجٌ من أسى الويلاتِ تمتاهُ
العلمُ يجري بسُوقِ الناسِ نحو غدٍ
وعلمُنَا ردةٌ للخلفِ سُقنَاهُ
ثارت حماسةُ فتيانِ الشباب لكي
تُغَيِّرَ الوضعَ من ضَيْمٍ سئمناهُ
فَحَوَّلَ الدجلُ ثوراتِ الربيعِ إلى
مطاحنٍ تطحنُ الأوطانَ إذْ تَاهُوا
فأصبحت أرضُنَا المعطاءُ مزبلةً
تعيثُ فيها يَدُ الفوضى وأفواهُ
يدمرُ الجهلُ فيها كلَّ مأثرةٍ
شَادُوا بها مجدَ أمسٍ غُيْلَ منآهُ
أيُّ انهيارٍ سرى فيها فأغبرَهَا
وأقحلَ الروحَ فيها شُعْثُ مَسْرَاهُ؟
وَخَلَّفَ الدارَ ظَمْأى واليبابُ بها
قد صار قفرًا على أعقابِ قَتْلَاهُ
إن أشرقت شمسُ ربِّ العالمينَ بهِ
تَزَاوَرَتْهُ فَلَا تلفى بقاياهُ
وليسَ حنوٌ عليهِ أَنْ تُعَذِّبَهُ
بَلْ كُرْهَةٌ أَنْ يَمَسَّ النورُ ملفاهُ
صرنا مثالَ يدِ التخريبِ واصفة
وغيرنا بيدِ التَّعميرِ قد زاهوا
ماذا نجيبُ إلهَ العرشِ يا قلميْ
وأيُّ حرفٍ سأكتبُهُ وأَقْرَاهُ
فكلُّ قافِ هواجيسي أتت خَجَلًا
تُوَصِّفُ الحالَ تَصويرًا وتنعاهُ
فحالُنا اليومَ لا عينٌ تُسَرُّ به
ولا حبيبٌ ولا خصمٌ كرهناهُ
فكلُّ من يقرأِ الأوضاعَ يمقتُنا
وَتَرْثِ حالتَنَا أفواهُ مَنْ فَاهُوْا
|
أحمد صلاح
اليمن-صنعاء
٢٠٢١/٨/١٥م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق