الأربعاء، 11 أغسطس 2021

& قصة .. سترالعُمر & بقلم الكاتبة : عائشة العزيزي

 قصه قصيره

#سترالعُمر

كان يوماً ربيعی ،السماء فيه صافيه،امواج البحر يتعالی صوتها بهما فرحاً ،جلس اليها،ضمها الی قلبهُ،لم يخجل من رؤية الناس لهُما، كانهُما فی العشرين بعد. بادرت قائله بعد ان علت وجهها ابتسامة حُب:

- اليوم عيد ميلادی الثلاثين ،فمن يوم ان احببتُك، بدأتُ احسب عُمری ،فقبلها لم يكُن شيئاً يُذكر،كان ُكُلهُ سجده ،ادعو الله فيها، أن يأتينی بك.

نظرَ اليها مُبتسِماً يُريد ان يُخبئِها فی قلبهُ ، عن عيون الناس،حتی من الشجر،والعصافير التی تسكُنها.  من كُل شئ ، وأي شئ دونهُ . قائلا:

- سامحينی ياعُمر العُمر ،لانی لم اعرِفُك قبلِها،رُغم انكِ كنتی جارة منامی،قبل ثلاثين عام،كانت غشاوة القلب، تؤثرنی بحُباً ابله، ومع ذلك صبرتِ،لم تكُفی عن الدعاء،الی ان كشفَ الله عنی البلاء، ادركتُ وقتِها.، ان الحُب الحقيقی خُلق علی يديكی الحنونتان.

- نعم صبرت ،لأنكَ دعوة فجری،وهمسُ صلاتی، كنت اعلم انك ستعود،وتكون لی وحدی.

-اتذكرُ يوم ان جِئتَ لخطبتی،كنت عبوس الوجه، حزين،وكان والدكَ مُصر علی اتمام الزواج دون خِطبه، شعرتُ ان الله أُستُجابَ دعوتی.وقتها كان كُل شئ يرقصُ فرحاً، الكؤوس ، الستائر، الكراسی، الابواب ، حتی الجيران، صوت أُمی كان يرقُص بالزغاريد ،نبضُ قلبی ،كان يهمسُ حباً بإسمك.

وبعد ان تزوجنا ،كُنت ارقُب كل سكناتك،شرودك كان يُعذبنی،كانت تقتُلنی الغيره ،عندما تنادی عليها فی نومك.كُنت اقوم وافترش دموعی ،قبل سجادتی، وادعو الله أن يُنسيكَ اياها، وبعد عام جاء الفرج، اقسمتُ وقتها أن أُسعَدك،حتی لو بقی فی عمری لحظه، سأقضيها معك.

-آآآه...حبيبتی!،وقتها كُنت اعمیَ ،لم أُفرق بين الزهر الحقيقی، والمُصطَنع،ولكن الله اراد أن يُطفئ نار قلبك،ويُشعلَ نور قلبی.عندما رأيتُ خيانتها،بأُم عينی .شعرتُ ان دعواتك استُجيبت التی كُنت أسمعُها،صباح مساء ،كُنت اراها فی عينيكی، يانور بصيرتی،وطريقی الی الجنه، فالحمدُ لله ياقمر ليلی ،وشمسُ صباحی،ان عادت اليَ روحی معك.

كان بائع الورد يمر بالطريق، لمح نظرات الوجد  فی عين العجوز ، فما كان منه. الا ان اتجه مسرعاً اليهم، ليؤرخ تلك اللحظه ، بورده تشهد علی حُبَهُما.

  نظرت الی حبيبُها مبتسمه ، بعد ان اشتمت ريحتِها ، ثُم داعبت بها وجههُ. قائله:

-آآآه...ياحبيبی،ذكرتنی ب"حمد"و"جنه"بناتنا،يوم أن جاءوا الی الدُنيا ،كُنتَ محتاراً فی تسميَتهِن.

ـ ههههه.نعم حبيبتی،وقتها اخترتی انتی اسمائُهن.

- نعم قررتُ ان، اجعلُ حمد الله ،موصولاً بها،علی نعمة وجودك فی حياتی ،وعاهدتُ نفسی ،ان تكون حياتُك معی جنه، لاتمل منها ابداَ.

نظر اليها،كأنهُ يراها لأول مره.يُريد ان يغمضَ عليها جفونهُ،ليُكملُ بها نور بصرُه.يریَ الدُنيا بعينها كأنها عروس،فجال ببالهُ صورة زفافهُما،فأخرجها من جيبهُ،ثم نظرَ اليها باكياً ،محتضناً مُقلة عينُه. مردداً قول الله"وخلقنا لكُم من أنفُسكُم ازواجاً لتسكنوا اليها۞وجعلنا بينكُم مودة ورحمه".ثم عاود هامساً، فی أُذنها بحنو .قائلاً:

- ادعو اللهَ أن يُديمَ علي، سكنُه، ومودتهُ، ورحمتهُ، ولاحرمنی منهُم قط.

وقتِها غاصت فی حُضنهُ ،تُخبئ وجهها خجلاً، بعد ان شعرت ،بأن عيون الناس ترقبُها ، قالت فی حياء، ملئ صوتِها:

-ادعو الله ان اموت فی حُضنك الآن،كما مُت فيك حباً مُذ ثلاثين عام .

رد قائلاً ،بعد ان مسح علی ظهرها،بيداً حنونه،بل عاشقه،مقبلاً رأسها،وكأنه يُقبلُ الدُنيا فيها:

- لا ياستر العُمر ،فَهذه دعوتی ،من يوم ان تعلمتُ ، الحُبَ علی يديكی ،وَعَرفتُ انكی إمرأه بكُل النساء .

بقلمی/

عائشه العزيزي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ لم يعد يُؤتمن ♕ بقلم الشاعرة : سها صلاح إبراهيم

 ((لم يعد يُؤتمن)) فؤادي لا تدع الشوق  يأخذك بعيدًا.  سيرافقنا برفقة  الجوارى، ويُلهم نفسه  بخضوعٍ للعشق؟  إنه خيالك المُضلل.  الأميرات ورثن...