لا تلمني.
لا تلمني يا ودادي ...آذَني طولُّ البِعَاد
عينِ رمدى لانتظارٍ ...طَالَما أبكى الفؤاد
ضاقَ صَدري أنتَ تَعلم ... بُعدَكُم زَادَ السُّهاد
فَرَّقتنا عن لِقاءٍ ... عنكَ آثامٌ قِياد
سُلِّطَت ظُلماً عَلَينا ... مِن أَيَادِينَا الأَعاد
مَسَّنا ضرٌّ وإنَّا ... لا نزالُ في عِناد
نَحبوا للظالِم سُراعاً ... قد أَضَعناهُ الرَّشَاد
نَحرثُ الجَّرداءَ كُفراً ... قد حَسِبْنَاها الرِّغَاد
نزرعُ الأمال فيها ... ما جَنيناهُ الرَّماد
ما حصدنا غيرَ شوكٍ ... أينَ ما نَزرَع فَساد
أرضنا غرَّا ولكن ... خُبثُ ما فيها السَّماد
ما لنا شخصٌ رَشيد ... مِنهُ يَشتدِّ العِضَاد
كلُّ مَن فيها رخيص ... مِن رواحٍ أو غواد
أو لهُ رأيٌ سَديد ... من لهُ نرجوا السَّداد
دينُنَا يَشكِ الضَّياع ... وَهوَ عَنَّا في حداد
قد قتلناهُ وَفيه ... قَد لَبسناهُ السَّواد
لا تلمني نحنُ موتى ... نبضُ ما فينا يَكاد
نَندبُ الحظَّ التَعيس ... نشكوا آلاماً شِداد
نزفر الأنفاسَ جمراً ... جمعُ ما فينا بَداد
سَيِّدي ما آنَ مِنَّا ... نَظرَةً تُطفي السُّهاد
أو لنا وَصلٌ جَميل ... مِنكَ للجرحِ الضَّماد
نُكحلَ الرِّمشَ الحَزين ... تشفي للعينِ الرَّماد
تُظهر الدِّين الحنيف ... أنتَ للدينِ العِماد
قُل متى ذاكَ الظُّهور ... سيدي طالَ الرُّقاد
نحنُ أخرجنا السِّيوف ... تلكَ صهْواتُ الجِّياد
كي نرى سيف الإله ... آخِذاً ثأرَ الذَّواد
ناشراً عدلَ السَّماء ... ماحقاً كُلَّ الفساد
بَعدما ظلماً وجور ... مالئاً قسطاً جَواد
لا تلمني نحنُ فيك ... خالقاً دوماً نُناد
نسألُ الربَّ الرَّحيم ... رافعُ السَّبعَ الشِّداد
ربِّ عَجِّل ما قَضيت ... واعطِنا هذا المراد
#عماد_الأسدي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق