الاثنين، 25 يوليو 2022

& بحيرة الأحلام & بقلم الكاتبة : سلمى السورية

قصة بعنوان :


(بحيرة الأحلام)


أمسكها بيدها الغضة كحلمها الوردي، وسارا معا نحو ذلك الأفق البعيد إلى أماكن يتجلى بها البهاء الكامد حين تتخلى الزوايا عن حجابها، لتصطبغ بأرجوان باهت إمام تلك الشمس السكرى المتدثرة بالأمل، فكل مابزغ في نفسيهما من جميل يخلق سعادة لاتوصف تماما كتلك البحيرة التي لفتت نظرها لاكتشاف مابحثت عنه وحرك إحساسها الداخلي الملح لإكمال رغبة هوجاء بالغوص إلى أعماق أتقنت السباحة إليها، تناثرت الأنامل رغم تشابكها وبقع من دوائر المستحيل ارتسمت على سطح بحيرتها هذه تاركة معها ذلك الحلم الذي تربع تحت ظل من نداء صامت دون جدوى للنداء لذاك الحلم الذي غاص صافيا رقراقا عذبا،في مصب ليس هو مصبه المألوف، ذلك القلب كان المصب، حين جفت عبراته سورت ذلك الترب حول بحيرة حبه لتحرس مافقده، وهو يعانق الأثر الجميل ناظرا لسماء نجواه يردد:أين أنت أيها الواقع الجميل، غفا الغيث استجابة لبوحه فنضبت الينابيع والبحيرات إلا ينبوع حبه الذي سقاه بغيث العبرات لم ينضب وهو ينتظر انبثاق حوريته من ذلك العمق المختال متكبرا في البحيرة تلك، لكن دون جدوى، هل تحولت إلى بخار سحاب فوق جبال الرغبات، أم امتصتها هواجس أرض الأماني، استلقى وسط أرض البحيرة الجافة ليتحسس ملمسا لحب كان هنا، وهو يحرك قبضة كفه معانقة كفها... فجأة أحس بنعومة وشفافية كروية الشكل نظر بدهشة!... يالها من جوهرة لاتقدر بثمن ستغير مجرى حياته التي طالما تجاوزت أحلامه بها المحيطات، لكن غصة شغف لحبيبة فارقته هو جوهر واقعه المفقود، أخذ الجوهرة محاولا ضمها بكفيه لتظل تذكارا لحوريته، وإذ بنور كالثريا يشع براقا يشبه عيني حبيبته، صعق بدهشة حبلى بالخوف وهو يبصر يد حبيبته تلك الجوهرة التي حولها جموح رغباتها إلى جوهرة أسيرة بقوقعة ذاتها، فتمسك كل منهما بيد الآخر بقوة متشبسين بواقع هو الأجمل من كل غوص في بحيرات الأحلام.....


بقلمي (سلمى السورية ✍️)



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ طريق الأنتصار ♕ بقلم الشاعر : محمد حسام الدين دويدري

 طريق الأنتصار محمد حسام الدين دويدوي _____________ ألفت قلبي يعلي النبض ذات ضحى كأنه صار قلب الطفل إذ فرحا يسابق الأمل الوضّاء منفعلاً بما ...