أوهام
آذنت الشمس بالرحيل و راحت تلملم أشياءها استعدادا لغيابها المحتوم ، كنت أراقبها و هي تسدل الستار على النهار و تكتسي ثوبها الأصفر المتوشح بالحمرة و ترسل آخر أشعتها الذهبية الخجولة دون سبب معلوم لتداعب أديم الأرض و الشجر و البيوت و كأنها تهمس بالوداع إيذانا بحلول الظلام و نهاية يوم آخر من أيام الدنيا .
رغم جمال ذلك المنظر إلا أنه أثار في نفسي خواطر عدة ، ما هي الحياة و ما الذي نريده منها ، تغيب الشمس و تشرق ، نحلم بأشياء و نتمنى أشياء و نريد أشياء و لكننا لا نجد منها إلا ما اختاره الله لنا .
و لضعف إيماننا و جهلنا بما هو الافضل نستمر بالحلم و التمني و بنفس الوقت نخشى التغيرات التي تطرأ على حياتنا _ مع أنها قد تكون لصالحنا _ و نقف طويلا أمام العقبات التي تواجهنا دون أن نحرك ساكن .
لما لا نعيش الحياة كما هي ، كما كتبها الله لنا دون أن نشغل بالنا بما مضى أو بما هو قادم ، فالماضي انقضى دون رجوع و المستقبل مجهول مليء بالأوهام و التوقعات الغير حقيقية في أغلب الأحيان ؟؟؟!!
لماذا نشتت فكرنا بين الماضي و المستقبل و نهمل الحاضر الذي نعيش فيه ، لما لا نصغي لصوت الحياة في جميع الاشياء من حولنا ؟؟؟!!
نشغل تفكيرنا بالبحث عن سبب سعادة الآخرين أو تعاستهم خلف الأبواب الموصدة و النوافذ مسدلة الستائر ، عش حياتك أنت لا حياة من حولك كي لا تحمل عبئا ثقيلا لا داعي لحمله !!!
دع عنك ألم الآخرين أو سعادتهم فهي تخصهم و التفت إلى حالك و اسعى إلى تغييرها إلى الأفضل فلا فائدة من ذكر الماضي إلا لتعلم الدروس و لا توقع المستقبل فهو في علم الغيب ، عش الحاضر و اترك تراكمات الماضي خلفك كي لا تعيش القلق و الخوف بكل انواعه ، فالخوف يقيد العقل و يشل التفكير و يفقد الأمل بقادم الأيام .
و انشغالك بالمستقبل يولد الوهم و يعزز رفضك للحاضر الآني لتصبح تعيسا تتقاذفك الهموم و تحاصرك المشاكل العصية على الحل و لن يكون في قلبك و عقلك متسع لأي شيء آخر !!!
عندها ستتشبع بالآلام و لن تجد في الأفق بارقة أمل ، ابدأ الآن و ردد في نفسك : لا لن أكون فريسة الأوهام و الهموم ، أنا صاحب القرار و قد قررت إنهاء هذه المعاناة ، لن أكون السبب في أي ألم لنفسي أو لغيري .
سؤال إطرحه دائما في سرك :
هل يستطيع القلق أو الخوف أو الألم أن يغير شيئا من قدري ، أو يضيف يوما واحدا لحياتي ؟؟!!
فكر مليا في هذا السؤال و ستجد اجابته تلقائيا .
🖋️ بقلم
معين علي الرفاعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق