غربه
من ذاكرتي/ جاسم محمد الدوري
آه. .وآه... وآه وكم من آه
الغربة مرة كالعلقم
تلفح بسياطها وجوهنا
في الليل والنهار
وتعري أجسادنا للريح
ترمينا مثل كلاب سائبة
خلف الأسوار
تأسرنا واحدا. .واحدا
كالقرود داخل زنزانتها
تحملنا قدرا
ساعة أنتظار
تبعثر ذكرياتنا بحقدها
وتبيح دمنا للغرباء بلا ثمن
وكأننا اسرى في زمن التتار
صارت دمائنا رخصة جدا
مستباحة للجميع
ونحن الذين
ولدتنا أمهاتنا أحرار
وكنا قبل هذا
أسياد قوم
تتبارك تحت اقدامنا
قاماتهم بنكسار
تحاول التقرب منا
ساعة قيض
والآن لا تطيق المنافي
أن تحمل اوجاعنا
ﻻننا أصبحنا عالة عليها
في زمن يحكمه الأشرار
اه... والف الف آه
من زمن ﻻ يستحي
ﻻ يخجل من نفسه
يكرم اراذلنا
ويحتقر الناس الأحرار
ف صيرنا مضحكة لتاريخ
في زمن لا يستحي
فيا للعار
كيف... وكيف
ومازال حتى يومنا هذا
يستلذ بقتلنا
بسيفه البتار
ويحاول أن يبرء نفسه
من دمنا
مثل دم يوسف
وقد تناسى أو.....
أنه ذئب غدار
لكن العيون
ما زالت شاخصة
لم يغشيها صخب الأعصار
والتأريخ حي لم يمت
لم تصبه شائبة ابدا
ولن يزور احرفه السمسار
وجراحنا مخضبة بالدماء
لم تبرأ بعد
ولم تنضب حتى اليوم
مازال الدم يهدر فيها
كالغيث المدرار
ستظل شاهدة عصر
في زمن كثر فيه التجار
وما عاد هذا مخفيا
أو كنز فيه الأسرار
صار يعرفه القاصي...والداني
وتشهد على هذا الوجع المزمن
كل الفيافي والأمصار

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق