الخميس، 6 أكتوبر 2022

༺ بِئْرٌ جافٌّ ༻بقلم الشاعر : د.محمد الإدريسي

 بِئْرٌ جافٌّ

أرَى نُضوبَ العُقولِ كَبِئْرٍ جَفَّ الماء 

تَعِيشُ النَّعِيمَ في شَقاءِها وقِمَّةَ الهَباء

آلَفَتْ على الذُّلّ تَعيشُ حُسْنَ البَهاء

وعَقَرَتْ الوَعْيَ سَجَنَتْ فِكْرَ الأعِزَّاء

لا تُفَرِّقُ بَيْنَ التِّجارَةِ وَلا بَيْنَ البَغاء


تَعِيشُ بِأفْكارٍ مُحَنَّطَةٍ بِتَوابِل المُومْياء

وَعَلى هامِشِ التَّارِيخِ عُبودِيَةَ القُدَماء

كَأنَّ الحَياةَ وُجِدَتْ لِيَعِيشَها الأغْنِياء

فَقَط مِنْ حَقّ أصْحابِ النِّعَمِ الكُبَراء  

لِتَجِفَّ الأنْهارُ لِيَجِفَّ فِكْرُ الحُكَماء


لِيَجِفَّ حِبْرُ القَلَمِ لِيَجِفَّ فِكْرُ النُّبَهاء

الفِطْرَةُ السَّلِيمَةُ لا تَحْتاجُ إلى الذَّكاء

ألَمْ تسْمَعوا بِأنَّ الفِطْرَةَ عَيْشُ السُّعَداء  

في الذُّلّ الشُّعُوبُ تَلْطِمُها رِياحُ البَلاء

تُجَمِّلُ وَجْهَ أسْيادٍ تُبَرِّرُ الأوْهام الجَوْفاء


تَرْتَضِي الهَوانَ كما ترْتَدِي رِداءَ السُّخَفاء

لَيْسَ لَهَا ما تَفْقِدُهُ تَخافُ السَّيِّدَ الخَطَّاء

تُقادُ إلى المَسالِخ رَاضِيَةً تُقَطَّعُ الأجْزاء   

تَتْبَعُ غَيْرَها كالْقَطيعِ إلى ساحاتِ الفَناء

الفِطْرَةُ في عُزْلَتِها حِينَ كَثُرَ أنْواعُ الغَباء


الدُّنْيا سُوقٌ بِلا أبْواب على طُول الفَضاء 

أيْنَ يَتَبَضَّعُ البَشَرُ يُباعُ فِيها حَتَّى القَضاء

الزَّمَنُ فيها صَفَحاتُ ذِكْرَياتٍ مِنَ العَناء

دُنْيا يَسْكُنُها أشْباحُ بَشَرٍ يُعانون الضَّراء

سُقوطُ قَطَراتِ نَدَى أمَلٍ تُنْعِشُ الذَّكاء


هُروبٌ مِنْ واقِع عَيْشٍ مُتَفَشِّيًا بَيْنَ الأحْياء 

أَيُّها التَّارِيخُ!! سَرْدُكَ ما أفْتاهُ أهْلُ الكِبْرِياء 

عَلَّمُوكَ التَّزْويرَ في الأرْض وَتَحْتَ السَّماء

أصْبَحْتَ مُرْتَزِقًا تكْتَسِبُ مِنْ أهْل الأهْواء

نَوامِيسُ الكَوْنِ بَعْدَ كُسوفٍ تَطِلُّ الأضْواء

 

كَمْ أَتَمَنَّى أنْ أَرى أُمَّتي تَخَلَّتْ عَنِ البُكاء

عَنِ نَحِيبها تَسْتَنْهِضُ الهِمَمَ مِنْ أَجْل البِناء

كفانا فُرْقَة الذَّوْدُ عَنِ الأوْطان سُنَّةُ البقاء

سَماحَةُ النَّفْسِ قُلوبٌ تَحْمِلُ رَايَةَ الصَّفاء 

التَّسامُحُ التَّوافُقُ عِنْدَ رُزْءِ اِختِلافِ الآراء     

طنجة 05/10/2022 

د. محمد الإدريسي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ حديث الصباح والمساء ♕ بقلم الشاعر : عبد الحفيظ جابر شيبه

 حديث الصباح والمساء  هل لي بحديث من احاديثك  مع فنجان القهوة  حديثاً أستنشق فيه  رائحة الورود والزهور  ورائحة الياسمين في  خيط دخان أعواد ا...