الرفقة والرفيق
بقلمي د. عزمي رمضان
كلمات ترتبط ببعضها البعض ارتباط وثيق فلا رفقة بدون رفيق ولا رفيق بدون رفقة .
الحياة بقسوتها وحلوها ومرها دوما تحتاج إلى رفقة ورفيق تحتاج إلى صاحب وصحبة فالإنسان دون هؤلاء تتكدر حياته ولا ملجأ الا لنفسه ساعتئذ لأن التشاركية جميلة جدا ومن مبادئ السعادة وكيف لا حيث تجد لك صحبة وتشاركهم افراحك واحزانك وهمومك وسعادتك .
ولا ننسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه في أمر الهجرة عندما قال له اصبر أبا بكر لعل الله يجعل لك رفيقا أو صاحبا أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... اذا هو من المبادئ الأساسية في ديننا الحنيف أن يكون للإنسان رفيق وصديق وصاحب وقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم عن الصاحب والرفيق والصديق بمعاني مختلفة .
الرفيق الحقيقي هو السند لرفيقه في مختلف مناحي الحياة وفي كل وقت وحين ؛ كأنهما جسدان تجمعهم روح واحدة لا تفرقهم تفاهات الدنيا ومصاعبها فكل منهم يكمل الآخر وخاصة إذا بنيت هذه الرفقة من الصغر وحتى الهرم فالرفيق والصاحب والصديق أو الرقباء ربما يكون لهم دور قيادي في مسيرة الشخص لتصحيح مسار حياته لأنهم كالجسد الواحد يأمرون أنفسهم بالخير والمعروف وينهون أنفسهم عن كل منكر فهكذا تكون الرفقة والاصحاب والرفقاء .
أن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي نمر فيها في هذا الزمن تظهر معادن الناس على حقيقتهم وتظهر مدى تمسك الصاحب بصاحبه ورفيقه ورفقاءه فهم كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا والاجمل من ذلك تعاليم ديننا الحنيف الذي أوصانا بذلك واوصانا المحافظة على الرفيق والصاحب فأصبح له حقوق وواجبات لا يقل اهمية عن الاخ او الجار أو القريب فكيف إذا كان هذا الرفيق أو الرفقة من الأهل والاقارب والجيران حيئذ تكون قد حزت خير الدنيا بأجمعها بما فيه من خير لك في مسيرة حياتك .
علينا اختيار الرفيق والصديق والصاحب والرفقة الطيبة بكل عناية ودقة في هذه الحياة لانه ينعكس عليها اشياء كثيرة في تحديد مسار حياتك وما يتعلق بها من أمور كثيرة تبنى على أساس قوي ومتين فإن صلح الأساس فقد صلح البنيان واستمر إلى الابد . ولكن إن فسد الأساس فقد فسد البنيان وسرعان ما يتهاوى .لنحسن اختيار الرفيق نعم الرفيق الذي سيرافقك على الخير في حياتك حتى يعينك على دينك ودنياك ليكون رفيقك في الجنة بإذن الله تعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق