حكمة حمار
محمد حسام الدين دويدري
---------------
زعم الحمار غداة صبح أنّه خير الخلائقْ
فاختال بالسرج المزركش بعد أن نال العلائق
وغدا مليء البطن, صفو مزاجه بالكسب رائقْ
مستعلياً فوق الرغائب¸في مدى الأيام واثقْ
ومضى ليعلي صوته متوسّماً كشف الحقائقْ:
آهٍ لمن هدم العمائر واستزاد من الصواعقْ
هو مسرف فيما يعربد مسفر عن وجهِ حانقْ
آهٍ لحقدك يابن آدم..., أنت أفّاقٌ منافقْ
لا تحتقرني..., فالمثالب فيك كالدود العوالقْ
فَكِّرْ..., تَبَصَّرْ في الحقيقةِ..., كن لمظلمتي مصادقْ
فأنا مازلت أرجو الصبر في أعتى الشواهقْ
كنتُ من حمل الصعاب وجاز بالصبر العوائقْ
زدت ظهري, واحتملتكَ صابرا ًوالسوط حارقْ
ورضيت بحفنة أقتاتها..., وأنا موافقْ
مسرفاً حَقَّرتني..., وركبتني..., ونهرتني..., وضربتني..., وأنا موافقْ
ألهبتَ ظهري بالسياطِ وكنتُ في صبري ملاصقْ
ظنّاً بأنّك صانعٌ لحضارةٍ تُعلي المرافقْ
وبأنّكَ العَدلُ المحبّ, لشرعة السلم معانقْ
فصحوت من جهلي أفتّش عن صدى ذاك السؤالْ
ورميتُ صمتي جانباً, حيث استبدّ بي الجدالْ
وانهار صبري, فانتفضتُ محطّماً تلك الظلالْ
فجئتُ أعلن في وجودك ما تؤكّده الفعالْ
إنّي أنا الخَلق البريء, وأنت تصطنع الكمالْ
ماكنتُ يوماً سارقاً...’ أو كنتُ محتكر الغلالْ
ولا قَتلتُ..., ولا غدرتُ... محققاً سوء الخصالْ
بل لم أكن يوماً زعيماً يستبدّ به الخيالْ
أو طامعاً في سطوةٍ في وهمها تاه الرجالْ
ما كنت يوماً ظالماً أو جاحداً يعلي النصالْ
إني فخورٌ بانتمائي..., رغم ما كان يقال
فأنا حمارٌ. إنما أحيا على خير امتثالْ
.......................ْ
السبت28/5/2016

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق