لمّا كنتُ حدثاً ، كنت أستهلك أقلام البلاستيك الملوَّنة ، والتي كانت تمنحنا إياها مدارس الأنروا بمخيم الوَحدات ، أستهلكها في الرَّسم على جُدر بُيوت الحَي ، أكثر من استعمالي لها عل أوراق دفتر الرَّسم ، ليطّلع عليها مُعلم المادة أبو النايف ، حيث كان الطلاب وأترابي في الحَيّ ، يصفقون لي كلَّما انتهيت من رسم منظر ما على أحد أبواب تلك الأزقة ، وكانوا يشيرون لي "بالرَّسام"
مُعلم اللغة الإنجليزية في حَيّنا الأستاذ موسى ، كان يلتقي جارتنا سُعاد خلسة، في زوايا الحي ، ويشتري لها من بقالة أبو حسن الملبَّس والشوكولا ، وكنّا ننظر إليه بكثير من الخجل إذا ما ظبطناه في لحظة إختلاسه تلك
.. في يومٍ ما كنت أرسم امرأة تحمل عَلماً ، فجأةً التفتُّ لأجده خَلفي ، يهزُّ برأسِهِ ويقول (غرافيتي) .. ثم غادرني، امتعضت قليلاً حتى أنني كدّت أن ألغي رَسمَتي ، لأنني اعتقدت بأنه يوبخني بتلك الكلمة الغريبة .. بعد سنوات وكان قد تزوج من سعاد ،
سألت معلم مادَّة الفَن عن معنى تلك الكلمة
فسألني المعلم : هل سبق وأن رسمت شيئاً على جدران الحي ؟ قلت نعم / قال إذا أنت غرافيتي
انتبهت عندها أن الأستاذ موسى كان معجب بما أفعله ، ويرفعُ من قيمتي ، عندما وصفني بال غرافيتي ، بعد أن اكتشفت بأنها تعني ( رسام الجدران)
#فايزسلطان عمّان 22/12/26

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق