الأحد، 25 ديسمبر 2022

& غرافيتي & ق.ق.ج للأديب: فايز سلطان


 لمّا كنتُ حدثاً ، كنت أستهلك أقلام البلاستيك الملوَّنة ، والتي كانت تمنحنا إياها مدارس الأنروا بمخيم الوَحدات ، أستهلكها في الرَّسم على جُدر بُيوت الحَي ، أكثر من استعمالي لها عل أوراق دفتر الرَّسم ، ليطّلع عليها مُعلم المادة أبو النايف ، حيث كان الطلاب وأترابي في الحَيّ ، يصفقون لي كلَّما انتهيت من رسم منظر ما على أحد أبواب تلك الأزقة ، وكانوا يشيرون لي "بالرَّسام" 

مُعلم اللغة الإنجليزية في حَيّنا الأستاذ موسى ، كان يلتقي جارتنا سُعاد خلسة، في زوايا الحي ، ويشتري لها من بقالة أبو حسن الملبَّس والشوكولا ، وكنّا ننظر إليه بكثير من الخجل إذا ما ظبطناه في لحظة إختلاسه تلك

  .. في يومٍ ما كنت أرسم امرأة تحمل عَلماً ، فجأةً التفتُّ لأجده خَلفي ، يهزُّ برأسِهِ ويقول (غرافيتي) .. ثم غادرني، امتعضت قليلاً حتى أنني كدّت أن ألغي رَسمَتي ، لأنني اعتقدت بأنه يوبخني بتلك الكلمة الغريبة .. بعد سنوات وكان قد تزوج من سعاد ،

سألت معلم مادَّة الفَن عن معنى تلك الكلمة

فسألني المعلم : هل سبق وأن رسمت شيئاً على جدران الحي ؟ قلت نعم / قال إذا أنت غرافيتي

 انتبهت عندها أن الأستاذ موسى كان معجب بما أفعله ، ويرفعُ من قيمتي ، عندما وصفني بال غرافيتي ، بعد أن اكتشفت  بأنها تعني ( رسام الجدران)

#فايزسلطان عمّان 22/12/26

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ قُبلةُ الموت ♕ بقلم الشاعر : البشير سلطاني

 قُبلةُ الموت  صمت أطبق على عرب وعجم وسدت أفواه على منابر ودير بنادق توزع الموت فوف أم وطفل يرتجى له طول عمر عاصفة هوجاء تنشر السموم لتروي خ...