حين تدمع حروفي
رحلَ نصفي، هجرنِي
مسرعًا لمْ ينتظر،
حملَ ثقلهُ وتركَ جسمي
وديعًا ينكسر !
جمعَ ذكريات الطفولة،
لا يأبهُ بصباه،
تراهُ قد تعجلَ السفر،
ونسيَ أنهُ لمْ يرحلْ !
لملمت شظايا نصفي المغدور،
رحلت به أبحث عن وجه رخيم،
عن نصف أضحى شهيدا
تزف له كل التراتيل !
كتجاعيد عجوز خنساء،
تزغرد كالنشيد،
تعزي التليد،
تنتظر الشهيد !
تكدستِ الذكريات،
تأبَى أن تُواسيني،
تَرانِي أفْركُها
على ضفافِ الطريق !
هجرنِي نصفي،
تركنِي لا مفرَ،
ذهبَ يراقصُ السحاب،
يبحثُ عن المطر !
أَتراهُ ما عادَ لهُ ود يحضنني،
بلا رحمة، حين شفقٍ يغتالُ نصفي ،
يَعدمُ أيامَ فصولي المقدَّسة!
يَغتالُ فِيَّ الفجر،
يسافرُ دُونَ جوازٍ ،
دنا عنه الصبر !
يرحلُ فوق الضباب بلا حياءٍ،
وعلى غيمةِ أحزاني يرسم مواساتي،
ويمسح من على وجنتيه كل قبلاتي !
فتراني أُلملمُ الشَّضايا،
على مضضٍ، قطعة قطعة،
تَجملت كعروسٍ تنتظرُ
على أرجوحة الوطن !
رحل صباي كالبرق،
رحل نصفي، لا عجبَ،
ونصفي الآخر لا يشبهني،
ضاق بي الصدر والرحب!
وبقت حروفي جاثمة،
تائهة على قارعة الحزن،
تئن وتحتضر، تفتش
عن حضن بهذا الوطن!
بقلمي /الشاعر والكاتب خالد حموش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق