🌲 في حضن الطبيعة 🌲
سحرُ النفوسِ وفتنةُ الأرواحِ
ريفٌ تطرزه يدُ الفلّاحِ
حلو الأصائلِ مثلَ خاطرةِ المُنى
متبسمُ الغدواتِ والإصباحِ
فيه الجمالُ مُصَوَّرٌ لم تخفِهِ
دنيا الأسى ومرارةُ الأتراحِ
حيث الطبيعة في أرَقِ فصولِها
عرس تميس بجلوةِ الأفراحِ
وشّى الربيعُ لها مطارفَ حُسنِها
فبدت بمشرِقِ لونها الوضّاحِ
رَقَّت حواشيها فكُلُّ خميلةٍ
تزهو بأبيضَ فاتنٍ لمّاحِ
نثرت على تلك الرُّبى ما شاقها
من نرجسٍ وبنفسجٍ وأقاحِ
هذا يلوح بثغر ضاحكةِ الصبا
خود وذاك بعاطرٍ نَفَّاحِ
وكأن سلسال الجداولِ حولها
سِحْرٌ يفيضُ على خدودِ مِلاحِ
رقص الغدير لها وراح مُصَفِّقا
ينسابُ بين خمائِلٍ وبِطاحِ
رفّ النسيمُ على جوانبها ضحى
فاستقبلته بعطرِها الفوّاحِ
والأفق مثل صحيفةٍ قد حُبِّرَت
بروائعِ الألوانِ والألواحِ
والنخل ما بين المروجِ تعانقت
أطرافُهُ وازَّيّنت بوِشاحِ
وكأنها فوق الضِّفافِ مُطِلَةٌ
خضر العمائمِ في مَهَبِّ رِياحِ
والطَّيرُ تمرحُ في الرِّياضِ فلا ترى
إلا جناحا عالقا بِجَناحِ
رقصت على العُشبِ النَّدِيِّ وصَفَّقت
من حالمٍ ثمِلٍ وآخر صاحِ
والكَرمُ ينشُرُ في المروجِ ظِلالَهُ
صُبحا ويطوي اللَّيلَ في الأقداحِ
هذي الطبيعةُ والمُنى مجلوَّةٌ
فيها بكُلِّ مُعَطَّرٍ فيّاحِ
ما أفصَحَتْ بالحُسنِ عن أسرارِها
إلا لِتُعجِزُنا عن الإفصاحِ
🌹د./ أشرف الفضالي شاعر وصحفي مصر 🌹
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق