الخميس، 26 يناير 2023

♕ مقالة .. ومن الحب ما قتل ♕ بقلم الكاتب : مصطفى سليمان

 🌹 لن أعيش فى جلباب أبى، ولا فى قميص أخى🌹( حلقة 1،، ومن الحب ما قتل) 

🌹🌹 ( أحلامنا فى بئر يوسف ألقيت. ونفوسنا ترجو لقاء القافلة) 🌹🌹

     ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،، 

   🌹 أحيانا يعمينا حب أبنائنا وبناتنا،،، فنريد أن نرغمهم على أن يصبحوا نسخا مكررة منا!! وهذا خطأ فادح،،،، وجرم قادح،،، فكل واحد له عالمه الخاص المشدود إليه،،، وتكوينه النفسى المجبول عليه،،، وكما أن لكل واحد بصمة أصبع لا تشبه غيره،، كذلك لكل واحد تفكيره وأحلامه،،، وتصوره الخاص عن مستقبله وأيامه،، فلماذا نريد أن نحرمهم من الحرية التى وهبها الله لهم،، كما وهبنا،،، ونرغمهم على السير،، ليس فى طريقهم بل طريقنا؟! ورحم الله الإمام على بن أبى طالب إذ يقول ( ارحما أبناءكم،، فإنهم يعيشون زمانا غير زمانكم) 

    ،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،، 

   🌹 حين يغيب عنا هذا التصور تحدث المشكلات،،، وتبرز الأزمات،،، وسوف أحكى بإختصار،،، بعضا من حكايات النزاع والشجار،، نتيجة محاولة الآباء،،، إرغام الأبناء،، على أن يكونوا نسخا مكررة من شخوصهم،، وأن يرتدوا بالغصب جلبابهم،، ولا يهم إن كان أو لم يكن على مقاسهم،، 

   كان لى صديق طبيب مشهور،، حين دخل ابنه المرحلة الثانوية،، ظل يلح عليه،، بل ويقسو عليه،، أن يستذكر ساعات أكثر،،، ليدخل كلية الطب مثلما دخل،،ويحرم نفسه من أى هوايات مثلمافعل!! وليشاركه فى عيادته مستقبلا،، تلك التى تعب فى تجهيزها،، لتكون له ولابنه من بعده،، حتى إذا ما وصل الولد إلى الصف الثالث الثانوى،،، ضاق بتدخل أبيه فى كل صغيرة وكبيرة فى حياته،، ومحاسبته فى كيفية قضاء أوقاته،، حتى ضج الولد من فعل أبيه،،، بل ضاق حتى من كل البيت الذى يعيش فيه،، فترك البيت،، بل وترك المدينة كلها ( الأسكندرية)،، وحمدا لله أنه لم يقرر أن يترك حياته،،، ويفضل عليها نهايته ومماته،،، 

    ،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،، 

   🌹 اعتقد الأب أن الأمر لن يستمر إلا عشية أو ضحاها،،، لكن خاب ظنه،، ويا ويله حين علمت أمه،، ترك عمله وعيادته،، بل كاد أن يترك أكله وراحته،، فكيف يرتاح وفلذة كبده قد غاب عن ناظريه،،، ولا يعرف الطريق إليه،،، فطلب من أهله وصحبه،، أن يشاركوه فى البحث عن ولده،،، مر يوم ويومان،،،، بل قل أسبوع وأسبوعان،،، ولم يظهر للولد حس ولا خبر!! وكادت أمه أن تموت من الحسرة والهلع،،،( وأصبح فؤادها فارغا إن كادت لتبدى به)، وأخذت تدعو ربها،، فى نهارها وليلها،، يا من أعدت موسى الوليد إلى حضن أمه،،، أعد لى ابنى،،، وأخذ الأب يدعو باكيا،،، يا من أعدت يوسف ليعقوب،،، أعد لى ابنى،، 

   كثر اللوم والعتاب على الأب،، من كل حدب وصوب،، حتى كاد أن يجن ويذهب عقله،، فأراد أن يخفف شيئا من حيرته وقلقه،،، فكتب فى الصحف منشورا مدفوع الأجر،، يناشد فيه ابنه أن يعود إلى بيته رفقا بأبيه وامه،، ويعتذر عما بدر منه،، ويعلن أنه قد أخطأ فى حقه،، ومرت ثلاثة أشهر بكاملها،،، ولازال،، لا حس ولا خبر!! 

   ،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 

  🌹 كان للأب زميل ذهب لحضور مؤتمر طبى بدار الحكمة بالقاهرة،،، وبينما هو متجه لمقر إقامته بالفندق،، رأى شابا صغيرا يجلس تحت شجرة،، أحس أنه يعرفه أو على الأقل رآه من قبل،، اقترب منه،، وسلم عليه،،، فإذ بالشاب الصغير يقوم معانقا ومرحبا،، أهلا عمو فلان!! انكب الطبيب على رأس الشاب يقبله،،،، وعلى يده يقبلها،، بل وأراد ان يقبل ينكب على قدمه مقبلا إياها لولا منعه الشاب بأدب، بل أقبل الشاب على يد الطبيب فقبلها،، قال له الطبيب،، ارحم أمك يا صغيرى،، بل ارحم أباك،، لقد أخطا وقد أعلن عن ذلك،، وعاد إلى رشده،،، فلتعد معى حتى تعود الحياة لأهلك وبيتك،، أختك الصغيرة لا تعرف للنوم طعما،، ولا للطعام مذاقا،، 

   وبالفعل،، عاد الولد،، وعادت معه البسمة والفرحة،، بل وعادت معه الحياة نفسها،، وأقيمت الأفراح،، والليالى الملاح،، وذبحت الذبائح،، واعدت الولائم،،، وحمدنا الله على عودة الابن المظلوم،، وعلى عودة الوعى للأب المكلوم،، 

   🌹 غدا حلقة 2 🌹 طاب يومكم وأسعد الله اوقاتكم 🌹تحياتي 🌹مصطفى سليمان 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ شعارات وأشعار ♕ بقلم الشاعر : شريف محمود حسن

 شعارات وأشعار شعارات واشعار والقدس ينهار عدوأ لا يعرف عهداودوما خانئا غدار لايعرف سوا الحرب والقصف والدمار واطفالا تقاوم الموت بالامل والاح...