أمجاد ياعرب .. أمجاد .. !!
فى عهد طفولتى السعيدة
عشقت أذناى الوليدة
فى نهم ... وهيام
نغمة .. جديدة
إذاعة '' صوت العرب ''
ونداءها اليومى ..
عبر أثير الموجات
يجوب الفضاءات
فى وطننا العربى
'' أمجاد ياعرب .. أمجاد ''
فى الخامسة صباحا كل يوم ..
يوقظنى من نومى
بحنجرة .. جهورية
فيملأ رئتى الصغيرتين ..
عبق الكرامة ..
أريج الشهامة
فتقفز من حنايا صدرى ..
آمال وردية ..
لوحدة .. عربية قومية
لخيمة ... وطنية
تجمع شملنا
وحروف ذهبية ..
تتجمع فوق شفتي
تتدافع فى حمية
تنطلق كالبارود ...
من فوهة بندقية
فى براءة طفولية
'' تحيا الأمة العربية ''
كنت وقتها ..
فى الصف الثالث ..
أو الرابع ..
من مرحلة البراءة الابتدائية
كانت أذناى يومها ...
فى رحلة عشق أبدية ..
لأمتى العربية الفتية
و اذاعة '' صوت العرب '' المصرية ....
وندائها اليومى السامي
'' صوت العرب .. من القاهرة ''
وبعض أشياء أخرى ..
لم أعد أتذكرها
فى عصرنا هذا ..
عصر الفوضوية ....
والوحدة الهلامية
كنت أنمو وقتها واتمدد ..
مرفوع الهامة
فوق مسرح عروبتى
شرقا .. وغربا
بلا حواجز وهمية
من محيطه المغربى الأطلسى
إلى خليجه العربى ..
العروبي .. الأبى
كنت أحس .. وقتها
بدفء شمس عروبتى
يغمرنى .....
يجذبني إليه ..
تحت عباءته الوردية
خيوطها دمشقية ..
يمنية .. سودانية
ألوانها .. زاهية
خليجية مغاربية
صنعتها عقول مصرية
لا تؤثر فيها عوامل انكسار ..
أو تعرية
ولا جغرافيا استعمارية
ولا '' عنطظة '' أمريكية
ولا بربرية ... أوروبية
ولا دب روسي ..
ولا هيمنة صينية
ولا موجات فوضى خلاقة ..
أمريكية ... يهودية
ولا رياح طمع وحقد
داخلية .. أو خارجية
أو عواصف غضب ..
غربية .. صليبية
كانت عباءة عروبتنا
تجمعنا .. بأيد حانية
تحنو علينا وتحمينا ..
من برد حقد غربى قارس
وشرد كره صهيونى دامس
ومر بنا قطار العمر
لمحطات .. العقد السادس
رحت أبحث عن أياد بيضاء ..
أو .. سمر
تجرعت كؤوس الإخلاص
لهذا الوطن
عن قلب حارس أمين
رحت أبحث فى '' كراكيب '' ..
الزمن المر
عن مليون فارس
وأبحث عن ذلك الصدى الجالس
فى أعماق القلب
عن تلك الأمجاد
عن الشعب العربي الحر
لم أعثر إلا على بقايا ..
مفتاح المذياع
وبعض فتات حلم مسيح ..
فى جوف شعاع ..
مكسور .. مدحور
ولمحة صرعى ..
من طيف خيال مقهور
فوق وسادتى
مازالت عالقة فى فضاء حجرتى
يوم أن دعا بأمجاد العرب ..
ألف .. داع ... وداع
وعدت بذاكرة حبلى
بألاف ..... الأوجاع
لأحلام طفولتي الثكلى
أدفن خيبتى ...
تحت وسادة كبوتي
وأكسر سن يراعي
ولسان ... المذياع
الشاعر / منصور أبوقورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق