قصة قصيرة
(لقاء عابر ) الصقر المصري
كنت أسير يوما فى رواق الكلية مع زميلاتى نبحث عن المدرج الخاص بمحاضرة إحدى المواد المقررة حيث كنت بالسنة النهائية ومهتما بكل محاضرة حتى أنهى دراستى وانطلق إلى الحياة العملية والمستقبل
و صعدنا السلم إلى الدور الثانى وكان السلم مكشوفا وتعثرنا فى ثلاث طالبات يجلسن على السلم فطلبنا منهن أن تتنحى إحداهن لنعبر وكان الأمر سهلا لأن الزميلات هن من طلبت ذلك وإذا بي أعبر من جانبهن و تلمع عيناى بعدما سرت مسافة ليست بالقليلة كان عقلى يبحث فى دفاتره القديمة عن صاحبة هذا الوجه بالفعل نتيجة لصغر السن وعدم وجود ما يشغل البال إلا الدراسة توصلت لصاحبة هذا الوجه فعدت سريعا إليها وسلمت عليها
وقلت لها: أنت أسماء؟
ابتسمت لى وقالت : نعم أهلا بك يا شهاب
لمعت عيناى لا أصدق أميرة قلبي أمامى من أحببتها فى المرحلة الثانوية وعشقتها حتى الثمالة ولم أحظ بكلمات منها فى هذا الوقت إلا القليل فقد كنت أخفى مشاعرى تجاهها وعندما أعلنت لها عن حبي كانت الشكوى منها لمدرسى الذى كان يدرس لنا درسا خاصا فى إحدى دور التعليم وتم عقابي أمامها ولشدة حبي لها ولمدرسي عاهدته على ترك الأمر والانتباه لدراستى وقلبي مازال مشغولا بها
سأاتها عن أحوالها
قالت : أنها تعثرت قليلا وأعادت الدراسة ونجحت وجاءت إلى هذه الكلية التى أدرس بها وهى فى السنة الثانية
تعجبت من الأمر ولكن قلت لها : كل شئ مقدر فى الحياة والحمد لله
فقلت لها أن أخبارها انقطعت عنى منذ أخر يوم تقابلنا فيه فابتسمت واعتذرت لى
قلت لها لا مجال للإعتذار ما حدث حدث وانتهى
وقالت لى : أنها رأتنى كثيرا فى الكلية وعرفتنى فأنا لم اتغير ولكننى ازددت طولا وقالت أننى من المشهورين فى الكلية والكثير يعرفك فكان من السهل أن أعرف عنك الكثير
قطعت الحديث إحدى الزميلات وأخبرتنى أن المحاضرة قاربت على البداية وسوف يغلق باب المدرج فاستاذنت واسرعت الخطى وبالى مشغول بها ولكنى لاحظت شيئا غريبا
لقد تغير شكلها ولم تعد كالسابق جميلة نضرة مبتسمة وتعجبت أكثر حينما زاد فرق الطول بيننا وقلت فى نفسي هل هذه من أحببتها فلقد تغيرت كليا كما أننى أحببت فتاة أخرى فى السنة الثالثة وتواعدنا على الزواج ماذا أفعل ؟
تركت الأمر لله وتابعت شرح الدكتور فقد كانت المحاضرة متواصلة لمدة أربع ساعات خرجت منها منهكا لا أفكر إلا فى كوب من الشاى الساخن ومعه قطعة من المخبوزات
وانتهى اليوم ومازال فكرى مشغول بها وفى اليوم الثانى ذهبت إلى المكان المخصص بالقسم الخاص بها ووجدتها هناك ولكن ابتسامتها اختلفت وأسلوبها اختلف كليا وسألتها هل تحتاجين شيئا
قالت : أنها لم تحصل إلى الآن على بطاقة التعريف الخاصة بها الكارنيه الخاص بها فذهبت معها إلى شئون الطلبة وتحدثت مع إحدى الموظفات وكنت أعرفها جيدا فأنهت الإجراءات سريعا وتسلمت بطاقة التعريف وكانت سعيدة جدا ولكن جاءت مجموعة من الزميلات من قسم آخر وتحدثن معى وتعالت الضحكات فقد كان لى أسلوبا يجذب الزملاء ويجعلهم مبتسمين طوال الوقت من السعادة فرأيت الحزن فى عيونها فقد كنت معروفا فى المكان والكل يأتى لتحيتى والحديث معى لدرجة أنى نسيتها فانسحبت ولم أدرى بذلك إلا عندما بحثت عنها ولم أجدها بين الحضور لقد أيقنت أنه لايوجد مكان لها فى قلبي ولا فى حياتى فقد انتهت قصتها ولم أبحث عنها ثانية ولم أرها فى الكلية كلها وانتهت الدراسة وانتهت حكايتها والآن لا أتذكر ملامحها بعد مرور السنين
هذه هى الحياة لقاء عابر نرى فيه الذكريات ولكن لا نستطيع أن نستعيدها مرة أخرى
وقد حاولت أن أتزوج حبيبتي ولكن الحياة لا تعطى الإنسان ما يريد وانفصلنا وتزوجت هى وسارت الحياة فى سبيلها وتبقي لى لقاء عابر
تمت
تحياتى الصقر المصري
سامح جلال احمد الصاوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق