سِحْرٌ الْعُيُون
سِحْرٌ الْعُيُون يَا فَتَى الْقَلْب الْمَجْرُوح
تِلْك الْعُيُون السَّاحِرَة تَنْشُر الزُّهُور
لَاقِيَهَا صَار بِنَار الْغَرَام مُشْتَعِل
فِي ذَاتِ الْعُيُون المبهرجة
تَذُوب الْقُلُوب وترقص وتعانق الْجُفُون
تُنَادِي وُجْدَان الْحَبّ وتخطف الْأَنْفَاس
فِي دَمِي تهفوا دوماً لحضورك الْعَجِيب
تُصَعّدُ فِي السَّمَاءِ كالطائر المجنح
عُيُون سَاحِرَةٌ ، عُيُون مُغَنِّيَة
عَلَى الْحُبِّ وَالْجَمَال تبحثين
أَنْت شَمْس الْقَلْب وَقَمَر الْهَوَى
ترسمين الْأَحْلَامُ فِي الْخَيَالِ المزهر
تسافرين فِي الضَّبَابِ وتغوصين فِي الْبَحْرِ
تستكشفين الْفَجْر وتعانقين الغيمة
مِنْ سحْرِ عيونك لَا يُفِيدُ الْوَصْف
الْعُيُون الْجَمِيلَة
هَدِيَّة السَّمَاء لِلْأَرْض والبشرية
أَقِف إمَام عَيْنَيْك وَمَا عُدَّت أَسْتَطِيع
أَنْ أَتَكَلَّمَ أَو أَتَنَفَّس أَو أُحَرِّك شَفَتَي
فَأَنْت تزيدين مِنْ جَمَالٍ الدُّنْيَا طرباً وَبَهْجَة
تجعلين الرُّوح تَنْشَرِح وَالْقُلُوب تستنشق
عَيْنَاك بُحُور ، عَيْنَاك سِحْرٌ
تحملاننا فِي رَحْلِهِ مِنْ الشَّوْق
تستعرضين جَمَال الْوُجُود وتهدين الْأَمَل
تراقصينا عَلَى أَوْتَار الْحَبّ وَالْحَنِين
لَا يُفِيدُ الزَّمَان بحضورك الْحَاضِر
فَأَنْت الْخُلُود وَالْأَبَدِيَّة فِي جَمَالُك الْمُعَبَّر
هَذِه إرَادَةُ اللَّهِ
عَيْنَاك نَافِذَةٌ لِلرُّوح وأعماق بَحْرٌ
تحملان فِي طياتهما كُلّ الْأَسْرَار وَالْإِسْرَار
عَيْنَاك مِرْآة لِلْقَلْب وَطَرِيق لِلنَّجَاة
تَرَاقَب وتحسبين السَّيِّئَات وَالْحَمِيد
تحملين فِي آماكنك صُمْت الْعَالِم
وتعلنين للكون قَصَص الْأَلَم وَالسَّعَادَة
أَيَا عيوناً لَا تَنْتَهِي بكاءً
أَبَقِي عَلَى صَبْرُك وثباتك وروحك المزدهرة
فلتظلي يَا سَاحِرَةٌ الْعُيُون مشعة
كالنجمة فِي السَّمَاءِ الداكنة الْمُنِيرَة
فاستمري يَا سِحْرٌ الْعُيُونِ فِي الْإِضَاءَة
واحتفظي بلمعانك الْأَبَدِيّ وَالْمَشْرِق
فَفِي عَيْنَيْك تَنَام الْأَمَانِيّ وتستيقظ
فتحتوي عَلَى عَالِمٍ يَغْمُرُنِي بِالسِّحْر
فلتبقي جَمِيلَة عَيْنَاك بَوَّابَة الْأَمَل
تُنِير الدُّرُوب فِي حَيَاتِنَا الصَّعْبَة
وتحملينا إلَى عَالَمِ الْجَمَالِ وَالسَّلَام
حَيْث الْحَبّ يَتَرَنَّح عَلَى أَطْرَافِ المنحنى .
بِقَلَم مُحَمَّد سَلِيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق