انشودة الرحيل
---------------------
ايها الراحلون ... ايها النازحون
تمهلوا ... تمهلوا
ام انتم على عجل من امركم
هل حملتم دمى و لعب الاطفال معكم
دفاترهم اقلامهم ورسومهم
وشيئا من فساتين البنات المطرزة بالورود
أما ابتساماتهم و ضحكاتهم
همساتهم ستظل عالقة بالمكان
و ستبقى الاشجار و الورود
و القطط والحمام
ستذوي و تعطش و يغطيها السخام
ان استطعتم فارحلوا
ارى وجوهكم حزينة
و عيونكم دامعة
وخطواتكم واهنة
المكان سيلحقه الدمار
صواريخ و قنابل ولهب
و دماء و دخان
ارحلوا فقد قُتل و جُرح الجيران
و ربما بقيت جثث تحت الركام
تساقط الحمام
و ذهب السلام
الى اين الرحيل
تفرون من قدر لقدر
حيث الحزن و القهر
حيث لا مأوى لكم الا العراء
فراشكم تراب و غطاءكم سماء
جياع عَطاشى و بلا رداء
يبحثون عن خيمة
عن مأوى وعن لوكالة الغوث بناء
يُقصفون حيثما كانوا
و يموتون كل يوم مئات اثر مئات
رحيل اثر رحيل اثر رحيل
و يموتون واقفين كالنخيل
فما بال يوم الحرب طويل
من الفجر و حتى ما بعد الاصيل
في كل دقيقة جريح او قتيل
لقد احتكرتم ديوان الشهداء
ولم يبق فيه لغيركم الا القليل
طوبى لكم و الفراديس تعرفونها بلا دليل
و لسان الحال يقول
انا الراحلون اليوم وانا العائدون ولو بعد حين
ما دام فينا عرق ينبض و حنين
---------
د.عبدالحكيم توفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق