بوحي الذاكرة
و تغمرني الأحزانُ بنكسةُ الدنيا
جبلٌ من الهمومِ بثقلها كأنها الكوتُ
ففي قلبي بساتينُ القهرِ ترنو بنارها
فيهِ ذكرُ خلٍ و هجرٌ بألفِ تابوتُ
فأنا صاحبُ الدمعِ متعبٌ بحزني
فيا لعارُ الجرحِ يأبى بهِ أن يموتُ
دمعٌ يرتشدُ بالمقلِ دربه كلما دنا
كسرٌ بالروحِ يجاهدُ و الألمُ جالوتُ
وحالُ الدهرِ بلثمِ القومِ كيفَ أسدهُ
إذا دارتْ الأيامُ كلها و كأنها حوتُ
مالها علتي حينما تحملني المآسي
هجرٌ يبارح ُو غربةٌ بالعمرِ منحوتُ
لا نبضٌ يطيبُ بذاكرتي و لا الليلُ
يسعفني فالقلبُ حالهُ كقبرٍ منكوتُ
هذا العمرُ بالهمِ ما راقَ لهّ الزمانُ
و لا الحزنُ طابَ لهُ و لا السكوتُ
فليس لي من حسنُ الحياةِ كسبٌ
لا قمرٌ تطلُ ببسمتها و لا ياقوتُ
و لا فجرٌ يشرقُ من نهدِ من أحب
و لا بقربُ الأهلِ لي منزلٌ و لا قوتُ
و إذا كانَ للزمانِ راحٌ بقتلي فهذا
جسدي لهُ بحضرة الموت الحانوتُ
فما بين الحياةِ و بين قلبي عداوةٌ
حربٌ يبرحني بسيف جبارٍ هاروتُ
و كلما جئتُ للنجاةِ أعدُ بالأماني
أرى بكلَ المقابرِ لي و كأنها بيوتُ
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا
ابن عفرين ٢٠٢٤/٢/٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق