السبت، 9 مارس 2024

♕ مللنــــــــــــــــا ♕ بقلم الشاعر : منذر حنا

 مللنــــــــــــــــا

لابد أن تجدد الحياة ثوبها

وتشرق الشمس من جديد

فدوام الحال محال 

الحياة تمور

السكون موت محتم

الصمت كفر ذميم

وأنا ممتلئ صدري بالضجيج

أبحث عن واحة حب 

فلا أجد إلاّ كهوفاً بائدة

يسكنها الموت والعرافون والكهان

فأذوي بين نفسي ونفسي

     *****

كيف أوائم 

بين واقع الحياة 

وبين طموحي الشديد

كيف أتجاوز القلق وأبدده

أجعله حلماً مشرقاً

فهو يسكنني باستمرار

والحياة تتغير

والحقائق أيضاً

أستل قلبي دائماً

لكشف الحقيقة

وتبقى روحي معمدة فيه

تنفر الكلمة من قلبي كنحلة 

تبحث عن مراع للرحيق 

تجول في زوايا روحي 

وتوقد أوارها من جديد

يحدوها الق الكشف ، يجذبها شهاب الحقيقة

المنبثق بقناعة راسخة 

نحو غد مأمول 

يؤمن مدرسة وملعباً لطفلي 

مسرحاً لأخي 

ملجأً لأبي 

مفازة لصوتي المخنوق 

كي يسمعه الجميع

وننفض غبار الجهل والاستكانة

     *****

 أجري ونفسي متقطع 

فأنا هدني العطش لكل شيء

أزحف فوق أرض جرداء 

ونظري مثبت هناك 

حيث تغمزني شمس بعيدة

تظهر حيناً وتغيب كثيراً 

تتلاعب بي كعاشقة مغناج 

لكنني أراها بوضوح 

فسمتي دقيق 

 وثقتي كبيرة

وهمتي عالية

حتى لو أخفتها الغيوم 

أراها داخل نفسي 

وأعرف أن الغيوم

ستكنسها الرياح يوما

     *****

أحاول أن أبني جسوراً جديدة

طرقات واسعة

بعد أن هربت مني كل الطرق

مللنا من أحاديث العرافين بالسياسة

والمزيفين في الشعر

مللنا من صحافة الدجل والتزييف

ومن كاهن يخلط بين الحقيقة والخرافة

ليكرس النفاق

ومدع يصطنع الثقافة

ومنافق يبدل وجهه 

كما يبدل حذاءه

وعالَم يتكلم بالسلام 

ويغرقنا بالأسلحة والموت

مللنا كل شيء

لم يبق إلا الخواء

     *****

أريد شعراً ينبئني بوميض قادم 

يدحر سدف الظلام 

لأراه بأم عيني 

يتقيأ الصديد العفن

ويلفظ خبث التاريخ

أريد شعراً يفيض كنبع ربيعي 

صافياً كمياه جبالنا

صادقاً كضحكة طفل 

عذباً كتغريد كنار

أريد شعراً مضمّخاً بالحب 

عامرا بالحياة

أريده بلسماً لجراح الكادحين

دواءً لقلوب العاشقين

ملاذاً لكل المتعبين

لكن كيف نكتب وقلوبنا مصفدة بالخوف 

ونفوسنا مكبلة بالحنين

كيف نوازن بين هذا وذا

فالقصيدة محكومة بكليهما

نحن الذين تركنا الزمن يعدو 

واقتعدنا الأرصفة

ولازلنا ننبش القبور

ونرسم بوحلها على جباهنا

صلباناً وأهلّة

متوسلين النصر من بركة ترابها

     *****

كم حلمت بوردة حمراء

مجللة بالندى

زاهية كشفتي مراهقة 

فكيف أقنع بفحمة سوداء 

وخيمة كابية 

مزقتها الرياح 

وأثقلها الصقيع 

وبخندق يزفر الماء والطين

 والموت الزؤام 

          8/3 2021 منذر حنا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ مقالة بعنوان .. هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ * الكَامِلُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ ♕ بقلم الكاتب : أبو أكبر فتحي الخريشا

 * الكَامِلُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ  *                   هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ ٱلْأَسْمَىٰ  أولياءٌ ومَا يَعُونَ الآخرِينَ وأكثرهُم...