(6)التلاعب بالعقول ومهزلة العقل البشري(6)
دراسة وتحليل : د/علوي القاضي.
... وصلا بماسبق فقد وفقنى الله سبحانه وتعالى فى دراسة وتحليل كل مايخص العقل ، معنى وتعريف وفسيولوجي وفلسفي ونفسي وإجتماعي وعقائدي
... ومن العنوان نستخلص أنه بالرغم مما ذكر سابقا فإن هناك من يجيدون التلاعب بالعقول وفرض ثقافتهم على غيرهم
... وخير من تكلم في هذا الموضوع ، كتاب (المتلاعبون بالعقول) للكاتب (هيربرت أ. شيلدر)
... أخي الكريم هل تساءلت يومًا كيف يتم التأثير على أفكارك ومشاعرك وسلوكك ؟! ، وهل تعلم أن هناك أشخاصًا يستخدمون تقنيات نفسية قوية للتلاعب بعقلك دون علمك ؟!
... في كتاب (المتلاعبون بالعقول) ، يكشف الكاتب أساليب التلاعب النفسي التي يستخدمها بعض الأشخاص للسيطرة على سلوك الآخرين
... أي شخص مهتم بفهم كيفية عمل العقل الباطن سيستفيد من أفكار هذا الكتاب ، وكذلك أي شخص يرغب في حماية نفسه من التلاعب النفسي ، سيهتم بهذا الكتاب ، ولانغفل الآباء والأمهات الذين يرغبون في حماية أطفالهم من التلاعب النفسي يجب أن يهتموا بهذا الكتاب ، المهنيون الذين يعملون في مجالات مثل السياسة ، والإعلام ، والتسويق ، والعلاقات العامة سيكون هذا الكتاب داعما لهم
... لأن الهدف من الكتاب كشف أساليب التلاعب النفسي التي يستخدمها بعض الأشخاص للتأثير على سلوك الآخرين ، ومساعدة الناس على حماية أنفسهم من التلاعب وفهم كيفية عمل العقل الباطن
... والكتاب ينقسم إلى 5 أجزاء رئيسية
... في الجزء الأول يتكلم الكاتب عن (التلاعب النفسي) كنظرية عامة عن التلاعب النفسي ، تعريف وتاريخ ، يُعرّف الكاتب التلاعب النفسي على أنه (أي محاولة للتأثير على سلوك أوتصرفات أومواقف الآخرين دون موافقتهم أو علمهم ، ويُقدم الكاتب تاريخًا موجزًا لتطور مفهوم (التلاعب النفسي) ، بدءًا من العصور القديمة وصولًا إلى العصر الحديث ، ثم يتكلم عن تقنيات التلاعب النفسي ، فيُناقش الكاتب تقنيات التلاعب النفسي الشائعة ، مثل (التنوير) و (استخدام المعلومات المُضللة أو المُزيّفة) للتأثير على سلوك الآخرين ، ثم يعرج إلى (غسل الدماغ) واستخدام تقنيات نفسية قوية لكسر مقاومة الشخص وإعادة برمجته ، ليصل في الأخير إلى (التحكم في العقل) باستخدام تقنيات نفسية للتأثير على أفكار ومشاعر وسلوك شخص آخر
... وفي (الجزء الثاني) يتكلم عن (تقنيات التحكم) أي التحكم في المعلومات
فيُناقش الكاتب كيف يمكن إستخدام عنصرين مهمين أحدهما ★ (التحكم في المعلومات) للتأثير على سلوك الناس ، من خلال (الدعاية) باستخدام المعلومات المُضللة أو المُزيّفة للتأثير على الرأي العام ، ثم (الرقابة) بمنع وصول المعلومات إلى الناس ثم (التضليل) باستخدام المعلومات المُضللة لخداع الناس والتحكم في العواطف
... ويُناقش الكاتب كيف يمكن إستخدام الٱخر ★ (التحكم في العواطف) للتأثير على سلوك الناس ، من خلال (الخوف) باستخدام التهديدات أو الترهيب لجعل الناس يفعلون ما تريد وفكرة (الذنب) لجعل الناس يشعرون بالذنب لجعلهم يفعلون ما تريد ، وأحيانا (الحب) باستخدام مشاعر الحب والمودة للتأثير على سلوك الناس
... وفي (الجزء الثالث) يتكلم عن (العقل الباطن) وكيف يعمل العقل الباطن ، ويُناقش الكاتب كيف يمكن للتلاعب النفسي أن يُؤثّر على العقل الباطن ، من خلال (التلقين) وتكرار المعلومات بشكل مُستمر حتى يتم قبولها دون تفكير ، وأحيانا (التنويم المغناطيسي) باستخدام تقنيات نفسية لتحفيز حالة من الاسترخاء والتركيز ، مما يجعل الشخص أكثر قابلية للتلقين ، وكذلك (تقنيات التأثير على العقل الباطن) ، فيُناقش الكاتب تقنيات التأثير على العقل الباطن ، مثل (التصورات الإيجابية) باستخدام الصور الإيجابية لتحفيز مشاعر إيجابية ، و (التأكيدات) بتكرار عبارات إيجابية بشكل مُستمر لتغيير معتقدات الشخص
... وفي (الجزء الرابع) ، يعطي الكاتب أمثلة واقعية للتلاعب النفسي في مجالات عدة مثلا في (السياسة)
يُقدم الكاتب أمثلة على إستخدام التلاعب النفسي في السياسة مثل الدعاية الإنتخابية باستخدام المعلومات المُضللة أوالمُزيّفة للتأثير على الناخبين ، (الحرب النفسية) باستخدام تقنيات نفسية لكسر مقاومة العدو ، و (التلاعب النفسي في الإعلام) فيُقدم الكاتب أمثلة على إستخدام التلاعب النفسي في الإعلام ، مثل الإعلانات باستخدام تقنيات نفسية لجعل الناس يشترون منتجات أوخدمات لايحتاجونها ، و (الأخبار المُضلّلة) باستخدام المعلومات المُضللة أو المُزيّفة للتأثير على الرأي العام
... وفي (الجزء الخامس) والأخير ، يعطي الكاتب نصائح و (كيف نحمي أنفسنا) ، بداية من (كيف نتعرف على التلاعب النفسي) ، فيُقدم الكاتب نصائح لحماية أنفسنا من التلاعب النفسي ب ★(التوعية) وتعلم عن تقنيات التلاعب النفسي الشائعة
... فكن على (دراية) بعلامات التحذير التي تدل على تعرضك للتلاعب ، وكن (ُمُتشككًا) في المعلومات التي تتلقاها ، خاصة من مصادر غير موثوقة ، ثم ★(التفكير النقدي) فلا تقبل المعلومات دون تقييمها ، وحلل المعلومات بعقلانية وابحث عن تناقضها ، ثم ★(إطرح الأسئلة) وقم ب (تقييم الأدلة) قبل إتخاذ أي قرار ، مع (مزيد من الثقة بالنفس)
... كن على ثقة بنفسك وبقدرتك على اتخاذ قراراتك الخاصة و (لاتسمح للآخرين) بالتأثير على أفكارك ومشاعرك دون موافقتك ، وكن ُمُصرًا على آرائك ومبادئك ، مع مزيد من ★ (التواصل) ، فتواصل مع الآخرين بوضوح وفعالية وعبّر عن أفكارك ومشاعرك بصراحة ، ولا تسمح للآخرين بِتَحْويل مسار المحادثة أو إجبارك على فعل ما لاتريد ، ثم ★(بناء العلاقات) فكوّن علاقات إيجابية مع أشخاص تثق بهم ، وأطلب الدعم من الآخرين عندما تشعر بالضغط أو التهديد ، وكن ُمُساعدًا للآخرين في حماية أنفسهم من التلاعب ، والأهم ★ (التمسك بالقيم) ، فتمسك بالقيم والمبادئ التي تؤمن بها ولاتُقَدّم تنازلات عن قيمك من أجل إرضاء الآخرين ، وكن ُمُتَمسّكًا بمبادئك
... وإلى لقاء في الجزء السابع إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
... تحياتى ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق