..................... بَيْنَ البَدْرِ وَالْغَيْمِ .....................
... الشَّاعر الأَديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
اِشْتَكَى الْبَدْرُ مِنَ الْغَيْمِ فَقَالَ
إِنَّ قَتَامَتَكَ حَجَبَتْ ضِيَائِي
سَخِرَ الْغَيْمُ مِنَ الْبَدْرِ فَقَالَ
لَا تَشْتَكِ أَسْبَحُ في فَنَائِي
إِنَّ قَوْمَاً تَنْتَظِرُنِي وَيَرْغَبُونَ
قَطْرَةً مِنِّي وَيَرْجُونَ رِضَائِي
هَلْ رَأَيْتَ جَمْعَهُمْ يَصْطَفُّ ظُهْ
رَاً يَرْفَعُونَ الْأَيْدِي بِالْدُّعَاءِ
هَلْ رَأَيْتَهُمْ وَقْتَ يَسْتَغِيْ
ثُونَ الإِلَهَ لِكَي يَهْطُلَ مَائِي
هَلْ غِيَابُكَ فَتْرَةً عَنْهُمْ يَجْ
عَلُهُمْ يُعَرَّضُونَ لِلْقَحْطِ وَالْبَلَاءِ
هَلْ يُجَوِّعُهُمْ يُعَطِّشُهُمْ غِيَا
بُكَ مَوْسِمَاً كَغَيْمَتِي الْدَّكْنَاءِ
لَا تَشْكُ مِنَّي وَمِنْ حَجْبِ
غُيُومِي الدَّاكِنَةِ لِنُورِكَ الوَضَّاءِ
فَلِكُلٍّ مِنَّا حَاجَةً لِلْنَّاسِ نَقْ
ضِيْهَا وَسُخِّرْنَا لِنَجُودَ بِالْعَطَاءِ
لَمْ أَشْتَكِ يَوْمَاً مِنْ حُبِّ الْنَّاسِ
لَكَ وَوَصْفِ وَجْهِكَ بِالْبَهَاءِ
فَالْنَّاسُ تُشَابِهُ جَمَالَهَا بِالْبَدْرِ
وَبِاسْمِكَ تُوْصَفُ كُلُّ حَسْنَاءِ
سَوَادُ العَيْنِ يَشْدَهُ وَالْسُّمْرُ
جَمَالُهُنَّ مَحْبُوبٌ وَبِالْعِشْقِ دَوَائِي
غُيُومِي الْدُّكْنُ فِيْهِنَّ خَيْرٌ
كَثِيْرٌ وَدُمُوعُهُنَّ لِلْنَّاسِ شِفَائِي
النَّاسُ وَالْجِبَالُ وَالْسُّهُولُ وَالْتِّلَالُ
وَالْوُدْيَانُ تَعْشَقُنِي سَوَاءٌ بِسَوَاءِ
وَالْأَنْعَامُ تَعْشَقُنِي عِشْقَ الْفَرَا
شَاتِ لِلْرَّبِيْعِ وَالْعَطْشَانُ لِلْمَاءِ
لَا تَشْتَكِ يَا بَدْرُ مِنِّي أَبَدَاً
هَلْ يَشْتَكِي الْوَرْدُ مِنْ نَحْلٍ بِإِيْذَاءِ
هَلْ يَشْتَكِي الطِّفْلُ مِنْ أُمٍّ
تُرْضِعُهُ الحَيَاةَ بِثَدْيِهَا بِسَخَاءِ
فَالْغَيْمَةُ الْسَّوْدَاءُ إِنْ حَجَبَتْكَ
يَا بَدْرُ لَيْلَاً في فَصْلِ الْشِّتَاءِ
هِيَ تَحْمِلُ الْخَيْرَ العَمِيْمَ لِلنْ
نَاسِ وَتَنْشُرُهُ في مُعْظَمِ الأَرْجَاءِ
فَأَنَا وَأَنْتَ يَا بَدْرُ صَدِيْقَانِ
مُتَعَاوِنَانِ بِالحُبِّ وَالْخَيْرِ وَالْعَطَاءِ
سَلِمَتْ يَمِيْنٌ رَسَمْتْ تَعَاوُنَنَا
بِرَضَىً وَفِكْرٌ أَقْنَعَنَا بِالْإِخَاءِ
.....................................
كُتِبَتْ في / ١٥ / ٥ / ٢٠١٧ /
... الشَّاعر الأَديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق