الخميس، 23 يناير 2025

♕ مقالة بعنوان .. التحكم الخفي بالإنسان ، ودور الإعلام في السيطرة على العقول«(4)» ♕ بقلم الكاتب : د. علوي القاضي

 «(4)» التحكم الخفي بالإنسان ، ودور 

الإعلام في السيطرة على العقول«(4)»

رؤيتي : د/علوي القاضي.

... وصلا بما سبق ، علمنا أن هذه القضية إهتم بها الأدباء والمفكرون وعلماء الطب النفسي ، ولم يقتصر الإهتمام على كتاب (إغتصاب العقل) لـ (جوست ميرلو) ، فقد إهتم كتاب (التحكم الخفي بالإنسان) لـ (فيكتور بافلوفيتش شينوف) بكشف أسرار التأثير على اللاوعي البشري

... ومن المعلوم والثابت أن تطور مناحي الحياة له دور مهم في تطور المعرفة لدى الإنسان ، ولاأحد ينفي مدى فاعلية مواقع التواصل الإجتماعي في التعبير عن معاناة وهموم الشعوب ، لكن ما أصبح يشهده النظام العالمي والأنظمة التبعية من تطورات في هذه المستويات ، جعل النظام الأممي يبلغ مايسمى بـ (الهيمنة الأيديولوجية) أي (السيطرة على العقول) كما أسماها (أنطونيو غرامشي) ، وذلك عن طريق توحيد أفكار رؤية (العالم الكوني) في (العالم الإفتراضي «الإنترنت») 

... وعن هذا المفهوم يتحدث (جورج بوليتزر) في مؤلفاته (المبادئ الأولية للفلسفة) . (المحور الأخير) . (المادية الديالكتيكية) . (صراع الأيديولوجيات) يتحدث عن أشكال الأيديولوجية مثل ( المسرح ، الفن ، الموسيقى ، الأدب ... )  

... وبالتالي فإن مفهوم الدولة الذي يمثل الطبقة السائدة (البورجوازية) دائما مايسعى لتدجين الشعوب عن طريق وسائله المتطورة من بينها (الفيس بوك ، إنسجرام ، تيك توك ... إلخ)

... وفي إطار تسييد الثقافة المضادة أي (الثقافة الشعبية) التي تعبر عن موقعنا الطبقي ما أمكن ، وبناءاً على قدرتنا الذاتية والموضوعية ، يمكننا كجماهير شعبية أن نستغل (الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي) كوسيلة لبلوغ غايات معينة ، لكن يجب إستثمار هذه الخطوات في خطوات ميدانية على مستوى الشارع السياسي العام ، ولايجب أن تبقى محصورة فقط داخل أسوار العالم الأزرق «الإنترنت» 

... سيدة عربية ؛ بعد إخماد ثورة الربيع العربي في بلادها ؛ تحكي أنها دعيت لحضور ندوه للمتحدث العسكري الذي شرح فيها الدور الذي قام به الجيش من وقت (إجهاض ثورتهم) حتى الندوة ودورهم في إستغلال السوشيال ميديا في السيطرة على (الثوار والشعب) وقلب الحقائق ، ومن خلال إجاباته على أسئلة الحضور لاحظت لاحظت السيدة أن أغلب الشباب الموجودين لايعرفون أى شئ مما قاله المتحدث ، وهنا أكدت كيف أن غسل العقول من خلال أكاذيب مواقع التواصل الإجتماعي والإعلام الموجه وإستخدامهم ضد الثوار أتى بثمرته ، ودائما في مثل هذه المواقف تكون البداية السيطرة على الإعلام ثم تمتد السيطرة على مفاصل الحكم 

... ودور الإعلام في تشييد المجتمع وصناعة الدوكسات الجماعية وتوجيه مسارات الحشود والجماهير ، وكذا دور الدعاية الإعلامية في غرس القيم والمبادئ ( هذه القيم والمبادئ ليست نابعة من صلب ثقافة الجماهير إنما نابعة من ثقافة نخبة النخبة ويتم العمل على تعميمها) في العقول بغية تحقيق رغبة سياسية نخبوية تخدم القوى العظمى المالكة للمجتمعات

... ولاأحد ينكر دور (الإعلام) الكبير في غسل العقول البشرية ، وبالتحديد الشباب منهم ، ومانلاحظه من إهتمام الأنظمة بالمؤسسات الإعلامية وصرف المليارات عليها ، وأكبر دليل على ذلك مانشهده اليوم من إنقسامات حادة وصراعات وإتساع الفجوة بين الأجيال ، فهذا نتاج لهذا الدور التي تمارسه هذه المؤسسات ، وفي زمن أصبح من المستحيل السيطرة عليها ، حيث أصبح (الإعلام) عبارة عن سباق وساحة حرب مفتوحة والخطر الأكبر عندما تكون بأيدي عديمة الضمير والأخلاق

... إذن ماهي قصة الإعلام وأثره على برمجة العقول ؟! ، الذي تحول من أداة تواصل إجتماعي إلى أداة سيطرة على المجتمعات 

... نحن في عالم يسيطر فيه الإعلام على كل زاوية من حياتنا ، فيه تتحول العقول إلى أهداف سهلة للسيطرة والتوجيه ، فالصورة العامة تلخص واقعًا مريرًا ، حيث يُسحب عقل الإنسان تدريجيًا ليتم برمجته بأفكار جاهزة ، بعيداً عن التفكير النقدي أو الحرية الفكرية 

... فالإعلام الحديث لم يعد مجرد وسيلة لنقل الأخبار أوالترفيه ، بل أصبح أداة تُستخدم لتشكيل طريقة تفكيرنا ووجداننا ، وإختيار إهتماماتنا ، وحتى تحديد قيمنا ومعتقداتنا ، ومن ذلك (البرامج الإخبارية ، الإعلانات ، وحتى الأفلام والمسلسلات) ، جميعها تُصمم بعناية لتوجيهنا نحو رؤية محددة للعالم ، ولكن كيف يتم ذلك وماهي سبلهم ؟! :-

★ بـ (التكرار والتضليل) حيث يكرر الإعلام رسائل معينة حتى تصبح جزءًا من وعينا اللاواعي

★ وبـ (التلاعب بالمشاعر) ويستخدم الإعلام الخوف ، والغضب ، وحتى الفرح ، لتوجيهنا نحو ردود فعل معينة

★ و (إيهامنا بالإختيار) وهذا هو الأخطر ، أن يعرض لنا خيارات محدودة ، ليشعرنا بالحرية المزيفة في إتخاذ القرار ، بينما يتم التحكم في تلك الخيارات مسبقًا ، وتكون النتيجة ، فقدان القدرة على التفكير النقدي ، وتبني أفكار لاتخدم مصالحنا بل مصالح جهات خفية ، وشعور زائف بالحرية والوعي 

... السؤال الأهم ، كيف يمكننا إستعادة عقولنا ؟! ، يجب علينا التوقف عن تصديق كل مايُعرض دون تفكير ، كما يجب البحث عن مصادر متنوعة ومستقلة للمعلومات ، وكذلك تعزيز التفكير النقدي ومناقشة الأفكار بوعي 

... ورسالتي لكم ، لاتسمحوا لشاشات التلفاز أو وسائل الإعلام الحديثة بأن تُقيد عقلكم أو تُشكل وعيكم 

... أحبابي كونوا أسياد أفكاركم ، وإكتشفوا الحقيقة بأنفسكم

... وإلى لقاء في الجزء الخامس إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة

... تحياتي ...




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ القراءة النقدية لنص ( يروح يكمل ) للشاعر عماد الأبنودي ♕ بقلم الناقد : محمد سليط

 برعاية الشاعرة إيمان محمد  القراءة النقدية الموسعة  بقلم الشاعر والناقد محمد سليط  النص الشعري  $  يروح  يكمل  $ بقلم/عمادالأبنودي      ......