القراءة النقدية الموسعة بقلم الشاعر والناقد الاردني
دكتور محمد سليط
أشراف الشاعرة المصرية
أيمان محمد
سلام على مصر القائد قطز و القائد بيبرس
و أحن لعين جالوت.
القصيدة بقلم الشاعرة المصرية
أيمان محمد
عنوان القصيدة
(وسقطت الوجوه الزائفة )
والحفلة ما بقت تنكريه
وأنا اللي كنت وسط
كل الجمع ده معميه
ومن كتر الغلاوه
أفتكرت أنكم أقرب
ماليه
ياللي نسيتو العشرة
وظهرتم أنكم دهب
قشرة
مات الكلام لما أتعرت الوشوش
من زيف المشاعر وقلوبكم
ظهرت علي عينك ياتاجر
بدون رتوش
هي حقيقتهم كان ليه تايه عني
ولا هما دارو خداعهم
ب كلام مغشوش
طبل وغني ع الوتر الحساس
بعد ماكل الناس فاتوني
ودوس كمان ع وجعي
ماترحموش
زيف الوجوه صبح حرفه
زي مراره الأيام
وأنتوا لابسين توب العفه
وأنا اللي أتغشيت في حبكم
ورفعتكم للعالي وماكنت عارفه
أن الزيف في دمكم
صبح حرفه
هان الوصال عليكم
وبعدتم عن خط سيرنا
بس الزمن دوار وعمركم
ماهتلاقوا أخلاص
في عب غيرنا
الزيف بالزيف هتلاقوه
مرسوم في خطاكم
عشان هان عليكم الأصيل
تبعوه في أول مرساكم
هذه القصيدة أقرب إلى الشعر المحكي بالعامية مع بعض سمات الشعر الحر. إليكِ التفصيل:
الشعر المحكي بالعامية: يتضح ذلك من استخدام اللغة العامية المصرية في معظم الكلمات والتعبيرات، مثل: "ما بقت"، "معميه"، "كتر الغلاوه"، "أتعرت الوشوش"، "علي عينك ياتاجر"، "طبل وغني"، "ماترحموش"، "توب العفه"، "هان الوصال"، وغيرها. هذه الكلمات والتراكيب ليست من الفصحى، بل هي جزء من اللهجة العامية المصرية الدارجة.
الشعر الحر: يظهر ذلك في عدم الالتزام بوزن وقافية موحدين في كل الأبيات. هناك بعض القوافي المتكررة (مثل "ماليه"، "قشرة"، "رتوش"، "مغشوش")، ولكنها ليست منتظمة بشكل صارم كما في الشعر الحر التقليدي. كما أن طول الأبيات يختلف، وهذا من سمات الشعر الحر الذي يعتمد على القافية أو الوحدة الصوتية بدلًا من الوزن والقافية التقليديين.
ليس شعر نثر: شعر النثر يعتمد على اللغة النثرية الخالية من أي وزن أو قافية، ولكنه يحمل كثافة شعرية من خلال الصور والمجازات واللغة المكثفة. هذه القصيدة تحتوي على بعض الصور والمجازات، ولكنها تحتفظ ببعض القافية، مما يجعلها أقرب إلى الشعر المحكي والشعر الحر.
تحليل إضافي:
العاطفة: القصيدة مليئة بالعاطفة القوية، حيث تعبر عن الخيبة والألم من خداع الآخرين وكشف زيفهم. هذه العاطفة القوية هي التي تدفع الشاعرة إلى استخدام اللغة العامية القريبة من القلب للتعبير عن مشاعرها بصدق ووضوح.
اللغة: استخدام اللغة العامية أعطى القصيدة طابعًا حميميًا وشخصيًا، وجعلها قريبة من واقع الحياة اليومية. كما أن استخدام بعض التشبيهات والصور الشعرية (مثل "أتعرت الوشوش"، "الزيف في دمكم") أضاف جمالية إلى النص.
البنية: القصيدة مبنية على شكل مقاطع أو وحدات فكرية، حيث يتناول كل مقطع فكرة معينة، مثل كشف الزيف، والألم من الخيانة، والتحذير من عواقب الخداع.
بشكل عام، يمكن القول إن هذه القصيدة تمثل مزيجًا بين الشعر المحكي بالعامية والشعر الحر، حيث تستخدم اللغة العامية للتعبير عن عاطفة قوية بأسلوب شعري يعتمد على بعض القوافي والتكرارات الصوتية دون الالتزام بقواعد الشعر التقليدي الصارمة. وهذا الأسلوب شائع في الشعر الحديث، حيث يسعى الشعراء إلى التعبير عن واقعهم ولغتهم اليومية بصدق ووضوح.
سمو الفكرة في القصيدة
الفكرة الرئيسية في القصيدة تدور حول الخيبة من خداع الآخرين وكشف زيفهم. الشاعرة تعبر عن صدمتها واكتشافها أن الأشخاص الذين اعتقدت أنهم مقربون منها كانوا يخفون وراءهم وجوهاً زائفة. هذه الفكرة تتفرع إلى عدة جوانب:
كشف الزيف: القصيدة تركز على لحظة انكشاف الأقنعة وسقوط الوجوه الزائفة. هذه اللحظة تمثل نقطة تحول في علاقة الشاعرة مع هؤلاء الأشخاص، حيث تكتشف حقيقتهم المخفية.
الألم والخيبة: تعبر الشاعرة عن الألم العميق والخيبة الكبيرة التي شعرت بها نتيجة هذا الاكتشاف. تشعر بالخيانة والغدر من قبل أشخاص وثقت بهم.
الندم على الثقة: يظهر ندم الشاعرة على ثقتها العمياء بهؤلاء الأشخاص، حيث تصف كيف رفعتهم إلى مكانة عالية في قلبها دون أن تدرك زيفهم.
التحذير من الزيف: تحمل القصيدة رسالة تحذيرية من التعامل مع الأشخاص ذوي الوجوه الزائفة، وتؤكد على أن الزيف والخداع سيُكشفان في النهاية.
قوة الزمن: تؤكد الشاعرة على أن الزمن كفيل بكشف الحقائق، وأن من يختار طريق الزيف والخداع سيجد جزاءه في النهاية.
سمو الفكرة:
تكمن سمو الفكرة في القصيدة في تناولها لموضوع إنساني عميق وهو الخداع والخيانة، وتأثيرهما المدمر على العلاقات الإنسانية. القصيدة لا تقتصر على وصف تجربة شخصية، بل تتناول موضوعًا يمس كل إنسان، حيث أننا جميعنا قد نمر بتجربة مشابهة في حياتنا.
كما أن القصيدة تحمل بعدًا أخلاقيًا من خلال إدانة الزيف والخداع، والتأكيد على قيمة الصدق والإخلاص. تدعو القصيدة إلى التمعن في الأشخاص من حولنا، وعدم الانخداع بالمظاهر الخارجية، والبحث عن الجوهر الحقيقي للأشخاص.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الشاعرة للغة العامية المصرية أعطى القصيدة صدقًا وقوة تعبيرية، حيث أن اللغة العامية قريبة من القلب وتعبر عن المشاعر بشكل مباشر وواضح.
باختصار، سمو الفكرة في القصيدة يكمن في تناولها لموضوع إنساني عميق بصدق ووضوح، مع بعد أخلاقي ورسالة تحذيرية، وباستخدام لغة قريبة من القلب.
سأقدم لكم قراءة نقدية موسعة للقصيدة مع التركيز على عناصر السيماتيكا (علم العلامات)، والديلتيك (الجدلية)، والأنتميكا (التناص) في الأدب العربي المعاصر، مع الأخذ بالاعتبار أن القصيدة مكتوبة بالعامية المصرية، وهذا يؤثر على التحليل.
عنوان القصيدة (افتراضي): "الوجوه الزائفة" (مستوحى من مضمونها)
مقدمة:
تتناول القصيدة موضوعًا إنسانيًا عميقًا وهو الخداع والخيانة وكشف الزيف في العلاقات الإنسانية. تستخدم الشاعرة لغة عامية مصرية قريبة من القلب للتعبير عن مشاعرها بصدق ووضوح. تجمع القصيدة بين سمات الشعر المحكي والشعر الحر، مما يجعلها تعكس واقع الشعر العربي المعاصر الذي يميل إلى التحرر من القواعد التقليدية.
تحليل العناصر النقدية:
1. السيماتيكا (علم العلامات):
علامات اللغة العامية: استخدام اللغة العامية المصرية بحد ذاته يمثل علامة دالة على الانتماء الثقافي والاجتماعي للشاعرة، ويعكس رغبتها في التواصل المباشر مع الجمهور. كلمات مثل "ما بقت"، "معميه"، "أتعرت الوشوش"، تحمل دلالات ثقافية واجتماعية محددة تفهم في سياق المجتمع المصري.
علامات الجسد والوجه: التركيز على "الوجوه الزائفة" و"أتعرت الوشوش" يشكل علامة بصرية قوية تعبر عن انكشاف الحقيقة. الوجه في الثقافة الإنسانية هو رمز الهوية والتعبير عن المشاعر، وكشف زيفه يعني كشف زيف الشخصية بأكملها.
علامات المكان والزمان: استخدام كلمات مثل "الحفلة" و"الزمن دوار" يشير إلى سياق اجتماعي وزمني محدد. "الحفلة" قد ترمز إلى الحياة الاجتماعية بشكل عام، بينما "الزمن دوار" يشير إلى فكرة العدالة الإلهية أو قانون الكون الذي يكشف الحقائق مع مرور الوقت.
2. الديلتيك (الجدلية):
جدلية الظاهر والباطن: القصيدة مبنية على جدلية قوية بين الظاهر والباطن، بين ما يظهره الأشخاص من ود ومحبة وبين حقيقتهم الزائفة. هذه الجدلية تخلق توترًا دراميًا في القصيدة وتجعل القارئ يتفاعل معها عاطفيًا.
جدلية الأصيل والزائف: هناك صراع واضح بين الأصالة والزيف، بين الأشخاص المخلصين والأشخاص المخادعين. الشاعرة تنحاز بشكل واضح إلى الأصالة والإخلاص، وتدين الزيف والخداع.
جدلية القوة والضعف: في بداية القصيدة، تظهر الشاعرة كضحية للخداع، ولكن مع تطور الأحداث، تكتسب قوة وتعلن عن رفضها للزيف وتأكيدها على قوة الزمن في كشف الحقائق.
3. الأنتميكا (التناص):
التناص مع الأمثال الشعبية: استخدام بعض التعبيرات العامية قد يحمل تناصًا ضمنيًا مع أمثال شعبية مصرية، مما يضيف إلى عمق المعنى وقوته التأثيرية. على سبيل المثال، عبارة "على عينك ياتاجر" تحمل دلالة شعبية معروفة.
التناص مع مفاهيم أخلاقية ودينية: فكرة "الزمن دوار" قد تحمل تناصًا مع مفاهيم دينية عن العدالة الإلهية أو مع حكمة الأيام التي تكشف الحقائق.
التناص مع الشعر العربي التقليدي (بشكل محدود): على الرغم من أن القصيدة مكتوبة بالعامية، إلا أنها قد تحمل بعض الصدى البعيد لأفكار موجودة في الشعر العربي التقليدي حول الخيانة والغدر والوفاء.
الخاتمة:
تنجح القصيدة في التعبير عن تجربة إنسانية مؤلمة بصدق ووضوح. استخدام اللغة العامية المصرية أعطاها قوة تأثيرية وجعلها قريبة من واقع الحياة. من خلال تحليل عناصر السيماتيكا والديلتيك والأنتميكا، نرى كيف تتشابك هذه العناصر لتشكيل بنية فنية متكاملة تعبر عن فكرة القصيدة بشكل فعال. القصيدة تمثل نموذجًا للشعر العربي المعاصر الذي يسعى إلى التعبير عن الواقع بلغة قريبة من الناس مع الحفاظ على عمق المعنى وقوة التأثير.
ملاحظات إضافية:
تحليل الأنتميكا يعتمد بشكل كبير على مدى معرفة القارئ بالتراث الشعبي والأدبي.
مراعاة السياق الثقافي والاجتماعي للقصيدة مهم جدًا لفهم دلالات اللغة العامية والتعبيرات المستخدمة.
القراءة النقدية د محمد سليط
أشراف الشاعرة أيمان محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق