الجمعة، 17 يناير 2025

♕ حكاية "العميلة ♕ بقلم الشاعر : د. أسامه مصاروه

 حكاية "العميلة" 


جلستْ سلمى في غرْفتِها

تبكي زوجًا من لهفتِها

حتى ابتعدتْ عن شرفتِها

لمْ تدْخلُها مِنْ عفَّتِها


عاشتْ معهُ بعدَ العرسِ

في وضْعٍ يزخرُ بالنحسِ

فالفقرُ يؤدّي لليأسِ

والظلمَةُ تبدو في الشمسِ


لم يبقَ مكانٌ للرجُلِ

في أيّةِ سوقٍ للعملِ

جالَ البلدانَ بلا كللِ

حتى الحاراتِ بلا مللِ


في أرضٍ ضجّت بالمِحَنِ

من ظُلمٍ قهرٍ أوْ فِتَنِ

لا يبقى من خيرِ الوطَنِ

إلّا نوباتٌ منْ حزَنِ


مرّتْ سنتانِ بلا شغْلِ

لا مصدرَ عَيْشٍ أو دخْلِ

لم يلقَ أخيرًا من حلِّ

للعيشِ سوى ترْكِ الأهلِ


في الحارةِ جارٌ أخبرَهُ

عنْ حلٍّ قالَ تصوّرَهُ

لكنْ وعّاهُ وحذّرَهُ

ألّا يرْويهِ وينْشُرَهُ


قدْ صارَ الرزْقُ هناكَ قليلْ

والمرءُ كذا قدْ صارَ ذليلْ

لمْ يبقَ أمامَ الزوجِ سبيلْ

إلّا البيداءَ لإسرائيلْ


وَطَنٌ أضناهُ وأتْعَبَهُ

وتلاهُ الحُكْمُ وأرْهبَهُ

ولماذا أصلًا أنْجَبَهُ

حتى في الخصمِ يُرغِّبَهُ


في أرضٍ منْ عسَلٍ مزعومْ

وحليبٍ مفقودٍ معدومْ

قدْ عاشَ كما العبْدِ المذمومْ

مظلومًا محرومًا مهمومْ


جلستْ في الغرفةِ تنْتّظِرُ

كالشمْعَةِ كانت تحتَضِرُ

في القلبِ لهيبٌ يسْتَعِرُ

مثْلَ البركانِ سينْفَجِرُ


اعتادَ الزوجُ متى قَدِرا

أنْ يُرسلَ مالًا أوْ خَبَرا

ظلّت زمنًا تخفي السِرّا

حتى سمعتْ صوتًا نُكرا


وبلا إنذارٍ أيًّا كانْ

دخلَ الضبّاطُ بلا استِئْذانْ

جرّوها ظُلْمًا كالحيوانْ

لمْ تُحسبْ أصْلًا كالإنسانْ


التهمةُ كانتْ مألوفهْ

للناسِ جميعًا معروفهْ

ظلّتْ أعوامًا موقوفهْ

وكما الجاسوسةِ موصوفهْ


منْ ضربٍ هتكٍ أو تجويعْ

حتى تهديدٍ بالتقطيعْ

ظلّتْ سلمى تحتَ الترويعْ

معْ أنَّ الحُكْمَ معِ التطبيعْ

د. أسامه مصاروه




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ عشقها حياتي ♕ بقلم الشاعر : سليمان كامل

 عشقها حياتي  بقلم // سليمان كاااامل  ****************** وددت لو......عشقت لكن  علمت بأن...العشق حرام  حبيبتي لها.....ألف منقبة وفيها يحلو.....