الطريق إلى المجهول
......................
قصة قصيرة
استقلت القطار' وجلست بجوار الشرفة' شاردة تتمتم بكلمات غير مسموعة تخترق وجدانها و كيانها الممزق بعد أن أيقنت أنه من زمن طويل دق ناقوس النسيان' دق بقوة رعدية في وادي الأوهام ' وضاعت كل الأحلام ' وهى في مقتبل العمر في ريعان شبابها ' لم تكن تتجاوز سن الثلاثين
أصبح قلبها يئن ويبكي و يتأرجح على عواصف من الآلام' وتذكرت بعض المواقف التي رسمت في يوم ما بهجة في القلوب' وفرحة في العيون والتي أصبحت بها دموع دامية تتساقط على وجهها الحزين' وأصبحت روحها تسبح في ضجيج أصم أذنيها
' وعلامات استفهام تخترق ذاكرتها التي أصابها العطب' تبوح وتنوح وتجول وتصول في دائرة من الحيرة وكأنها وقعت بواد مظلم '
تتمتم وتقول : ماذا حدث؟!
لقد كانت النظرات والكلمات بها الوعود' وبها ميثاق أقوى من كل العهود ! ولكن
حدث واقع له صدى الرعود' وأمل قد خاب' وبات الحلم مفقودا' فاسيقظ قلبها فزعا يهرول ولا تدري أين المفر .
تقول ترى ماذا حدث؟ أرى زلزلة داخلي أهتز لها الوجود.
أيقنت أنه قد انطفأت شموع الأمل '
وساد ظلام الألم تلتحف به القلوب'
أحست بشخص يمشي بين المقاعد 'صوته أجش يطلب اظهار التذاكر ؛ فنظرت إليه بعد أن أخرجها من افكارها المشوشة'
وقال لها : التذكرة يافندم
فتحت حقيبتها وأخرجت التذكرة وأعطتها له ' ثم شردت مرة أخرى '
ماذا تقول لأبيها وأمها عن سر الزيارة المفاجئة؟!
فقد كانت ترسم دائما الإبتسامة على وجهها وتقول أنها بخير' ولكنها هذه المرة فرت هاربة من حياة بها مرارة العلقم 'ومن سياط الكلمات التي كانت تسمم البدن'
فقد اذاقها زوجها كل ألوان العذاب بعد أن أحبته حبا جما' وتحدت الجميع وتزوجته وسافرا الى الخارج 'وما هى إلا شهور معدودة واكتشفت أنه مدمن وأعصابه مهزوزة' يعاملها بعنف' أخذ منها كل حصاد شقاء الغربه ' وصرفه على المخدرات التي كان يتعاطاها؛ فقررت العودة إلى الوطن وتركت بيت الزوجية بالقاهرة. استقلت قطار الإسكندرية متجهة إلى بيت العائلة'
ولكن ماذا تقول لهم عمن تزوجته 'ووقفت في وجه الجميع من أجله !
القطار بدأ يدخل محطة الأسكندرية '
ودموعها تسيل' لا تعرف ماذا تفعل '
فهو لايريد أن يطلقها
ترى ماذاتفعل؟
هل ترفع قضية خلع' أم تظل مع هذا الزوج المدمن ' الذي تحس أن نهايته قد أوشكت من كثرة الإدمان .
نزلت من القطار متجهة لبيت العائلة وهى يائسة من الحياة ' برأسها وساوس مدمرة أين أنا من الحياة ؟
لقد ضاعت حياتي '
ترى هل أنا ذاهبة ألى طريق مجهول ؟!!
أم أنني سأبدأ حياتي من جديد.؟!
ولكن للقدر كلمته.
_____________________
بقلمي وفاء غباشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق