(وجهك فرحي )
هناك أشياء لا تخضع للمنطق، أشياء تخرج عن المألوف في هذا العالم الذي يحكمه التوازن والتفسيرات. وأنت، كنت الشيء الذي لا أجد له تفسيراً، أنت لحظة الفرح التي تأتي بلا استئذان، كغيمة عابرة تُظلّلني في قيظ الحياة.
أراك، فأشعر بأن الكون بأسره يعيد ترتيب نفسه . لست أعلم ما السر، وما الذي فيك يجعلني أُزهر بمجرد أن تقع عيني عليك. لكني أعلم أن في وجودك هناك شيء أعمق من الكلمات، شيء يشبه الفرح الطفولي، تلك البسمة التي تخطها الحياة على وجه من أنهكه الترحال.
حين أراك، لا يحمل اللقاء كلمات كثيرة، بل يحمل شعوراً صامتاً يتحدث بكل شيء. تذوب الفواصل بين الحاضر والماضي والمستقبل. يصبح اللقاء معك أشبه برقصة خفية بين الروح والقدر، بين شوق كان، وفرح يكون، وأمل سيظل.
ربما هو الأمان الذي تحمله في ملامحك، أو ربما هي تلك الهالة من النور التي تحيط بك. لا أدري أيّ السحر فيك يجعلني أنسى العالم بأسره وأبقى عالقاً في هذه اللحظة الصغيرة التي تجمعنا. كل ما أدركه أنني حين أراك، يتلاشى التعب من عيني، ويزهر قلبي كما لو أنه وجد الربيع الذي كان يبحث عنه منذ زمن.
أجمل ما فيك أنك تحمل بداخلك هذا الفرح الذي لا أعرفه إلا بك. أنت لست مجرد وجه مألوف أو حضور عابر، بل حياة كاملة، حياة تجعلني أصدق أن الفرح أحياناً ليس إلا شخصاً يمر أمامنا ويضيء كل ما كان معتماً فينا.
أخبرك بصراحة؟ أجمل ما فيك أنك تذكرني بالإنسان الذي أريد أن أكونه . لهذا، ليس الفرح بك عادياً، بل هو فرح ينبع من عمق الروح، فرحٌ أعيشه حتى وإن لم أنطق به.
لذلك، لا تبتعد كثيراً، فأنا أحتاج إلى هذا الفرح الذي لا يأتي إلا برؤيتك.
د.عمر أحمد العلوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق