الثلاثاء، 29 أبريل 2025

♕ مُعلقة أريحية الصحرَاء ♕ بقلم الشاعر : عادل محمد الشيخ

 الآية الكريمة رقم 16 في سورة القلم: سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ.

اختلف أهل التفسير في ذلك، قال بعضهم المقصود بذلك هو الضرب في المكان البارز على مقدم الوجه وهو الأنف، وقال بعضهم لنجعل أمرهم واضحا حتى يعرفوه ولا يُخفى عليهم ويبقى كالسمة الواضحة على الوجوه مثل الأنوف، وقال بعضهم هو الأنف الأفطس البارز الطويل والأسود اللون، وقال بعض المفسرون هو إبتلاء من الله في النفس والمال والعيال والعافية والصحة، وفى ذلك الكثير من التفسير بعضها اجتهاد وآخر إلمام وإسفاف، كما والقصص في ذلك كثيرة ومن ذلك من قال أنها تعني مدينة الخرطوم بالسودان أثناء حرب القائد الإنجليزي جوردون مع جيوش المهدي في مدينة الخرطوم....وهكذا دواليك. هذا وقد نظمت في كتاب مُعلقات جدة والخرطوم نشوَة السَنسمّة:   

لأنها الظِل في الهجرَ وليست (مُطلقات) كما وأنها مُساجلات تؤكل (بِالمعلقَة) لِمن يستسيغ التذوق: (مُعلقَات جدة والخرطوم) منظومة في سبعة عشر قصيدة مُقفأة بين ضِلوع أجراس موسيقية،

جدَة وَجدتي الخرطوم مَنبتي...عملي أشغالي ومَنبت مِيلادي...فِيهما ومِنهما كتبتُ مُعلقاتي...سبعةَ عَشر في كِتاب وجداني...هل كُنت مُقيمَ بوادي القُرى...أم مِن وادي عَبْقر استوحيتُ كلِماتي...وَادٍ عَمِيق فيه أُنسَ الخيال...ألهمني الهوَى وتَباريح الجوىَ...ومِن البطحاء ألقيتُ قصائدي...البعضَ أخذهم هُيام مَقامي...فألقيتُ مُناظرات ومُساجلات...مقاربات في جَدة وَجدَّة الهوَى...حيثُ مَكثت فترة خارج الدِيار...فيَا ليت هُيامَ شِعري ومَقامي...ضِمن ذلِك كانت مجالس الحَواري...سـمرَ الليالي وعِبور الوادي...السعودية والسودان هُـمَا مَناري...كِلتَاهُـما نحنُ وأنتم بِنا أشواق...سلامَ وطِيب الـمقَاصِد والـمَرامي...لكم جـميعاً حــُباً مِن فؤادي...سَكنتُ فـي جَدة فيها سلوَتـي...كمَا الـخرطوم سَنـْسَـمَّـة أسفاري...الناظِم لهُ وِجهة نَظرة كما وللقارىء...إما مُعجبَ أو له إعراضَ رأي...إستـعنتُ بالـمَاضي لِإفادَة الـحاضِرَ...وطُول السِنين ستترك الأثر...جدتي وجدَة الهوىَ...والخرطوم سَنسمَّة مَنبتي.

أشهر ما كتبه العرب في الشِعر (يُسمىَ) بالمعلقات لأنها مِثل العقود الثمينة وهي حوالي عشرة معلقات، ويُقال أنها كانت تُكتب بماء الذهب وتُعلق عَلى جِدار الكعبة قبل مجيء الإسلام ولذا سُميت بالمعلقات...هذا ولم يغادِر الشُعراء مِن مُتردِمِ حيثُ أتت قريحتي بنظم سبعة عشر مُعلقة مِن وحي الخيال وأحياناً أُخرى استذكار أسميتُها (مُعلقات جدَة والخرطوم) مُتسلسلة وختمتها بثلاثة مساجلات، المعلقة الأولى هي:

مُعلقة أريحية الصحرَاء – 372 بيت

 مع تحيات Adel Mohamed Alshiekh

التين رغم الأشواكَ حُلوٌ الطعمَ

وإن أردت العسل أبحث وتحمَل لَسعات النحل،

دَافىء دُوفِ Dovey Larks يَا قَماري

طُوقِك الأسود أعَجمَـيّا

قُوقَي وهَدِيلك ِالمِــزمَاراَ

يـطـرِبُ الآذانَ سمعَا

بـَهجَة رُوح الصباحَا

العُشَ والقْشّ رطِبَا

هَادِئات الصوتَ لحنـَا

قُوقتْ لِلناس عِشقَا

بِعِيون الأحباب نَظرنَا

لِعيون الخْرزّة إحترامَا

لم تصبر بُرهَةً لِلنَاظِرينَا

طارت وتركتنا في مآسِينَا

فعَاودنا النظرَ لِطُوقْ الرقبَة

لـهيب الشُوق مَراسِينَا

وجِناح مكسُور يَواسِينا

اليرَاع يرَفرف زَغَارِيدَا

فُوق البَسَاتِينَ مُحلِقا

الغرابِيبْ تَقُوقْ فُراقَا

مُهَاجِرينَ والدِمُوعَ نهرَا

الخرزَاء طارت بَعِيدَا

عَصافِير تشدو وذئاب تخريبا

وزَاجِلة في المَشاوِير شوقَا

هَدهدّة القمَاري لُولِيَّا

أشواقَ مِن الفؤادَ حَنِينَا

حيثُ الهَدِيل واللحنَ شَجِيَّا

ينظُر الطير الأقفَاص سِجنَا

ويَرى ضِلُوع الإنسانَ سكنَا

باضتْ زغاليل الحَمائمَ طِيورَا

دُون رِضاعة وسِبُوعَا

حسناءَ تَتبختر في مشيَّهَا

أظهرت بعضَ جمالَ ثديَّـا

تقطُرُ الحليبَ قْطرة قطرَة

والحـمـَائمَ في إيابَ وذِهَابَا

ضآمّة الأرجُـل علىَ بطنها

مُحلقةٌ شِباعَ أو طَاوِيَا

سفر دُونَ حِدُودَا

طاؤوسَ بِالريشٍ زَاهِيَّا

والنَعام رأسه في رملَ مَدفُونا

إنا ولإنسان الطبيعَة لحنَا

عِشقاً لِجِيد وعَناقِيدَ عِنبَا

صَارت اليومَ عَلقَمْا؟

إيهاً عَرجتْ في تَناولهَا

والضمير تخطىَ صَافِينَا

تَدور اللِحاظَ تنظُر حَورَا

في سمرٍ كَان لهوَاً أو لعِبا

تَرجِفْ في التناولَ سِرَاعَا

أياديها نَجفّة يسارَ ويَمِينَـا

أخذتنا سُكارىَ مِن نظرةٍ!

قبل تَنَاول الشِفَاه سُكرَا 

ومِن مَذاقْ الأثيِرَ تَبخُرَا

شغلت العِقول تفكِيرَا

ثُم تركتهُم في كبتْ وكـمدَا

الأثير نسائم تَتمايل رواحَا

وعِيُونَ الصباحَ حُلمَا

إن زَادَ المِقدَارَ مِعيَارَا

إزدادَ النوم بعدَ الظهِيرَا

وأردفْ القيلُولة عصرَا

كأس تَنَاولهَا التَماسيحَا

في حفلَ راقص "لِلعسكرَا"

معَ سلسبيلَ النِيل شرابَا

خرجوا كمَا وهُم قد فعلوَا

غِلاظ جِلودَ وظِهورَا

دُون رمىَ رصَاصَة وجَلدا 

وأخرى في الخرطوم تعَاطِيها

سَنْسَمَّة تسنيمْ ماء لهُ نَظِيرَا

تَكادُ تمُدَ الوصلَ لِجارٍ لهَا

تألم مِن الشَارِعَ والحَدِيقَا

إن كَانَ الحَق مُقدراً عَلينَا

أنظُر في الأشكالَ تَذوُقَا

دون الألوان بَـهرجَــا

لا مَفر مِن حِظوظَ ومنايَا

إن كانَ ذو الحَظ مُــجَـافِـيَـا

نسأل اليُسرَ دُونَ عُسرَا

وعفو الله في ضمَّة القبرَا

تَلاقينَا في الدُنيا لعِبَ ومرحَا

حَوائجَ جماعات وأفرادَا

الأرواح عِشقاً تَروِينَا

وهمسَ الأُصُول يُناجِينَا

وَضَاءَة الوجُوه أُرجوانَا

كهرمانَ الضوء نُورَا

المِشكاة رواية وشِعرَا

في ظلام الليلَ شَفوقَا

حَافِظين العهدَ قَائمِينَا

عِيون رِجالَ ونِسَاء وَمِيضْا

ضمت صِنوان رؤيا سويَـا

الحدَأة في النَظرَ مِرقابَا

والجِيادَ دُونهَا الفْر كرّا

ثَبَات في الوَغىَ اطمئنَانَا

تَدَاولَ الأيام فُـراقَ وجَمعا

عرفنا فيها ومِنها الأمر غَدَاً

وإن لم نُحِط بهِ بعدَ خُبرَا

يقينَ استحسانَ واطمئنانَا

ابن آوى يقفز بينَ جُدرانَا

لنْ يلمس السماء إنسانا

حَسنَاوَات تَلفحَنَّ حِجَابا

التَهتّهة دُونَ سَماعَ أخبَارَا

قلب سليم والرحمنُ سِترَا

إن سَرحنَّ أسدَلنّ حِجابَا

فِخُوذ هَجِين سُقيَاهَا حنـينَا

الدِماءَ الحَارة وَفرت قِــرْا

سُقيَاهَا سلسبيلَ ودَلوُهَا كَثيرَا

أرض بَركَاتها مَنَّ وعَطاءَا

سلبها الطُغاة ظالِـمِينا

كما والناس فِروعَ وثمرَا

تَمرَ النخيل عالٍ تَناولُهَا

سَعف ظِلال مُتفرِعَ أغصانَا

دُونَ قَطفٍ سماءها عَاليَا

الكرَامَة مِن عَوائدُنَا

والأسودين دَوماً غِذاءَا 

الأرض النَكِدّة أحزانَا

بَاسِقَات السَعفْ عَرشا

ضَفَائرَ رؤوسَها حَرِيرَا

وقومَ لـَـدِنَّ طُول الـبَّان

دناقلة عِيُون السَمَاء أُفقَا

جِنان شَقشقة عَصَافِيرَا

سَارِيَة القِصورَ مِزيان أيَادِيهَا

المِعصم أنصعَ بريق ولـمَعَانا

أم الحُسين العُزازَ لَهَا ثَمَانيَا

في طرِيقَ الأحبَاب سِيرَا

نِجُوم فِي دَرب الـسماء سَفرَا

مُـمهدَ لِدرب التُقاة جِنَانَا 

شَقَّت صِعاب وعرِفت طريقَا

في الأرض لِلسلامَ حَمَائمَا

وفي السماء الجنائنَ عددَا

الأوَائل سَبَّاقَون رحمة وسلامَ

رَحَالُون وَأصلَ هَاجِرَ أفخاذُنَا

حَمَائمَ آمِنَة فَارِدةُ جِنَاحَا

جَوَاً أرضَ عُلواً وشَأنَا   

أبا مُحمدَ حديث جِدودا

وشِيخ الزين أسد المُلاقِينَا

جمعُنا حِقب الرَايات عُلوَا

ورحمةً نَفِكْ الأسيرَا

دِيوك الغبش ارتعاشَ صِياحَا

تؤذن وسامِعون دون تَجاوبا

الجِيَاد الصَافِنات سِراعَـا

وتاج الملوكَ بمحمدٍ يَحميِنَا

عَادل فَوقَ فيض الأكرمِينَا

بَاسِطي الأيادي سَلامَا

عَاكِفي كَبوة الجِيَادَا

صُبح الحُرية دُونَ أسوارَا

ترتعِش سّـرَايَا وداجِنينَا

دُونَ كمأةٍ الخبرُ يقينَا

قِتَّة تَلوحُ بالأذنَاب صِحابَا

كِلابَ عِواء وصِياحَا

أقوَامَ بعضَ سُوسَ طِيْنَتُهَا

تَنخِر البِذرَة َوحتىَ الثَمرَا

نحنُ الخَرطُوم سَنسَمِيهَا

الأنبوب الأخضرَ لِـلـرَيَّــا

سَنسَمّة شجن دون أحزانَا

لا ولنْ نُعاني ظماءَا

والنيل يجري فِي أراضِينا

حوض فكتوريَا وتَانَا

في العِراكَ كرري تِذكَارَا

جوردون والمهدي في جربَا

كانت الخرطوم فؤاد عَواصِما

وقلب إفريقيا التي دِيارُنَا

هي في الكرم أيادِينا

إن حَلَ الضِيف فِينَا

ظَهِيرَة أو غَبُوقْ فَجرَا

أهلاً وسهلاً يَــا مَرحبَا

فوق ثلاث ليالٍ عَشرَا

وَثِيرَ مفارِش شُرب وذبِائحَا

فُرسان البـَوَاكِير دُون نِيَامَا

مَا بينَ أبيضَ وأسوَد قِيَامَا

نَستقبِلُ الفَجرَ الجَدِيدَا

الضيف ضَيفَاً مُكرمَا

داراً أكفأت دِيَارَا

العِين لا تعلو عَلى حَاجِبَا

والجُمبلاب جُلبابَ أخضرَا

الخارِج نادِم والداخِل فرحَانَا

سماح يا سمِح نَعفُو وقَادِرينَا

نحنُ الطلَّ عِندَ الخِطُوبَا

ونحنُ الوْابل حِين فقر وعجزا

رَقَائق النُعمَان سِنمارَا

نَضرِب النِمُورَ والاسودا

إن تَجاوزوا ظُلمَ وحِدودَا

أيَا سَامِرينَ هل طَلَعَ الفَجرَا

أم كَاحِلَة الصباحَ فُوادَ حُبَا

دُون النِبالَ أماتتنا عِشقَا

فمَا الحال إن أصابَ سهمَا 

نَعرِف الأبطالَ بينَ القطيعَا

فِى الجِبَال المَراعي والظرَابيا

في الأودية وحِمىَ المَرَاتِعَا

يوم الكر والفر أعَادِينَا

الذُباب بأرجُـلٍ قَادِحَا

يبحث بين الحُطام عن بَقايا

نعرِف اليرَاع بين المَياسِمَا

رفرفَ زَغارِيدَ ِحُلوَ شهدَا

نحنُ الخُلّبْ حِين أشوَاكَ رَطِبَا

والشمس نارَ غِيرَةً غَائرِينَا

النِجُوم تدور حَولنَا

والقمرَ ينظُر متىَ يُلاقِينَا

نَضع النِقاط علىَ الحُروفَا

ومن لا يرجو دَوَاءَاً تَشَافِينَا

بَراثِن الضِرغام في المَها

تَكسرت مَسالكها فِينَا

مُكعبات تَحكّرت جِلُوسَا

أدرنَاهَا رُباعَ وحولَ تَدُورَا   

يَا قوم عامِلٌ وعابِدَا

قاصِياً كانَ أو دَانِيَا

هل رأى الأكرمِينَا؟

ورثوها عن الآباء جِدُودَا

فقد رأينَا أمَاهِر التليِدَا

مِن النهرَ إلى طرف البحرَا

أسماكَ قِروشَ وحُوتَا

خِرَاء الإبل لِلدرَادِيقْا

الذئابَ حَولَ الظرَابيّا

والحفائظ لِحدِيثي مولِدَا

ذَهَبُوا لله دَرهُمُ عَالِيا

رحلوا والتّقوىَ في أرَاضِينَا

رَمِينْا تجِلّة وكَرّة الأقدمِينَا

يرَاعُنا للقريبَ والبَعيدَ نُورَا

نعلم معنىَ الكلُمْ وَالنظمَا

دُونَ السِحرَ أو جآنُ الأزلينا

الشَمسَ رَأينَاهَا عَلِيِا

إنشاءالله برَدَاً وسَلامَا

السَمَاء بالرُوحَ لمسنّاهَا

ولكُلَ حَدٍ َنصَبْ وحِدُودَا

البَلَدَ مُشرّعة يَمِينَ ويسَارَا

شَبَابُنَا في العِلم والمَجدَا

شِيب فِي الحِروب موَجِهِينَا

ورُبَّ قُرب حربٍ حربَا

إن أخذنَا مُقارعَة فَـائـزينَـا

حِكمتُنا السَلام لِلنَاسَ جَمِيعَا

لغط الأعدَاء ديمقراطية هُرَاءَا

لـــِمَ الـتـجـــافـي وتَـجَـافـِيـنْـــا؟

عُمراً وجها لوجه أسد ونِمرا

رَايَتُنَا خَضَرَاءَ سلامَا

حَـمراء حِينَ النِزَال لِزَامَا

القدحَ مَاهِل والقاعَ غَرِيقَا

الْدلوَ سلسبيل طعمَا

دُون إزدراء سَامِرين وآمِرينَا

في مجالس الأصحاب عَارِفينَا

حِين الأمر بالعقلَ عَامِلينَا

الدَواء والبلسمْ شِفَاءَا

يَاه الحُسنَ وآهٍ تُخفِف آلآمَا

دَرسنا كُتبَ وألوَاحَ فَسرنَا

مُثقفين وفي الجَامِعَات ثقفونَا

رغمَ الجَوَامِع تؤم المُصليِنَا 

نَـحـنُ إن دَعَونَا الآهلِونا

أو الرَكبْ والرَاحِلُونا

أيَا حبيبَاً طالَ الأمسَ فِينَا 

شَمَـارَاتُنَا مَرح الطَاعِمينَا

فِي الحَقِ الفصلُ قَولُنَا

دُونَ فَخذٍ أو مُفتَرِينا

لم يَهَـدِنَا في العُمرَ هُدهُدَا

ولا جِدال سَرسَريَّـــا

أترَابَ صِغارَ وكُبارَا

لا ولنْ نكُون يومَا

فِي عِز الرحمَان نَـارَا

قَنَاتُنَـا العجبَ لا يعجِبُها

إِن عَضَّت الأنامل غِيرة آشا

عشاء عائشة غنيٌ وفقيرَا

شَقاهُ النجارَ بلا مُنشارَا

وصححهُ حَداد دُون مِسمارَا

جاء المُزارع أنبت أشجارَا

وعَنعنَة الجمعَ كانَ فُلانَا

ولو كَالوا كيلَ قِنطارَا

ولو كَان الوزنَ قِيرَاطَا

ولم لم نسمع إلا عَنعنا

وهُو لم يكُن أصلاً وتِيرَابَا

وَرثنَا العِلمَ عن أجدَادَا

وعِقول حملها المُحدِثينَا

وَدِين أخَلاقَ عَرب وأعَجَامَا

واوِيّة ثمانٍ مَن كَان لهُ دِينَا؟

عُتاب وصقر وأنعُم جَمِيعَا 

مُـحمد وحُسن السَابِقونَا

بِنَا وبهم إبتلت جَوَانِحُنَا

أحمد ذو الجَمَال وَمَنَاعِمَ كَثيرَا

لم تَكُ أيادي في نَارَ غمُوسَا

تعلمون الحسين ورِفَاقَا

كَادَ البَحرَ يَمتَلىء خيرَا

وكُلَ لَينَةٍ لم نقطعَهَا وَنَبتا

مَلَّ القَرِين فِرارَ النَاقِصينا

وذو جَذوة مُستعِرّة يومَا

حـمل سِلاحَ ضِد مُسالِمينَا

نال شروَة مِن الأعداءَا

فأين الأسدَ والنعَام دَفِينَا

العَمَائم رَاكِزة سَلامَا

رفرفَ يَراعُ أقلامُنا

وكَلامُنَا مَسمُوعَ مُذَاعَا

سُيوفنَا قَاطِعَة بَـتــرَا

كبيرَة أحلامُنا أمسَ وغدَا

فِي الحربَ لا نُعَاسَ يأخُذُنَا

الزول زائل والدنيا خَرابَـا

نَدُكْ الحِصُون والشُجعَانَا 

شَاعِرنُـا فِي الصحرَاء حُبَا

نَاخْت النَاقةَ بِـحملـها

وصهل الحُصان عُرفَانا

العقَارِب عَاكِفة أذنَابَا

في التُراَب تشيح سُمَا

السنابِلَ مَليئة غِذاءا

تميل تواضُعاً لِوحدة ألوانَا

الجِروحَ لها البلسمَ شِفاءَا

مطرٌ في الوَادي الأخضرَا

وكثيرَ المُكبرين الله أكبرَا

نـَحـنُ نَبغاها يُسرَا

وإن كَانت عُسرَاً سَهَلنَاهَا

لـَيسَ غُثاء البحر إعتِمَارَا

فِي كُل العَوالِم قَبائلَ وأفخَاذَا

أعمالنا على الأرض وصَوْلَتُنَا

بين السَمَاءَ والأرض أمهِلِيِنا

أعلمنَا الأقوَام رَغَائبُنا

لا نَطعِنَّ ولا نَرمِي ضَعِيفَا

دُونَكُم كَتَبنا حِفاظَا

قَبل أن تُرفع الأقَلامَا

وَتَجِف الصَحائفَا

غِيرَةً فَعلنَاهَا دُونَ غُرُورَا

عَافينَا السَلب وأصناف تُجَارَا

البِـيوع مُشرعَة والقَبِيلَة شِرَاعَا

الـنِيـل لامِعٌ فِي الظلامَ بُرّاقَا

أكبادَ السودان رِبُوع أراضِينا

فِتـيَاتُنَا يَغضُضـنَّ النَظرَا    

وشَبابُنا دُونَ تمييز ألوَانا 

أبيضَ أسودَ أو قمحىٌ أسمرَا

إن هَبَت النسائمَ فرحَا

عَشَائرَ الرَعدَ إن زمجرَا

جَرى المطرَ أنهارَاً وبحارَا

حول الصحراء أشَجَارَا

في أيام اللمم وَالوطِيسَا

غَنِائم سَبَايَا جِمَالَ وأفرَاسَا

حَاضِرون لا يسَالُونَ إرثا

لا يقولون كَان ويقولون إنا

الرِجال حَيثُمَا حَللنَا

فِي النَقع مَدافِع ورَشَاشَا

دُونَهُم المَوتَ ثبات دُون رَجفْا

لا تَقَسيِمَ كَتَـائِبَ حِصَصا

ولا تغيير المنزِلَ والكَلِمَا

إن أخذت سَرَايَانا حِسَانَا

تأنف أنفُسنَا سَبَايَا عَبِيدَا

لنَا الحُرية فِي كُلَ ضَيعَة ومِصرَا

وعبر الأمصار عرفنا الصَاحِبَا

كِبرِيَاءاً أيادِينا قدمت لنَا

مُعتّق العِنبَ رُوحَ وَروَاحَا

نعرِف الرِجَالَ وسراحَ حِروبَا

عِفَّة العشِير بِالأزواجَ تَمَسُكا

إن بَلغنّ المَائة دُونَ تِيَّة كلامَا

مَشيهُنّ العِفّة والهِوينَا

ظاهِرين لِكُلَ الناس قومَا

تَوجسُوا خِيفَةً مِنا ولِقاءَا

يدَهدِهُونَ الرؤوسَ عُبَادَا

في صَلاة وفِي الحِروب غَالِبينَا

يَا قوم إن أصبحت الشمس لهيبَا

قريبون نحنُ وأبناؤنا بَردَاً وسلامَا

نَصون الأرَامِل ولِلجائعَ قِرْا 

غِيرَة ولِلأعدَاء مُجندِلِينّا

لا نَمنع الـمَاعُون لِوَاذا

ولِلمُحتاجين نحنُ عَطاؤنَا

بَالطُول والعرض أرَاضِينَا

ليس ظُلم ضَعِيف أو فقيرَا

فَوقَ عالي الجِبَالَ أبنَاؤنَا

مِن الغَنائمْ صَافِنات جِيَادَا

سَلسَبِيلَ نهر النيلَ مَاؤنَا

وأيَادِينَا لِلعَطشان أكُفَّ مَاءَا

نُسَمِعَ الصُمْ والبُكُمْ حَدِيثَا

ومن كان أعمى يَرَانَا بَصِيرَا

نذيرَ رِفــد الطُغاة بشيرَا 

أهلَ ومعَ الشعب آمِرينَا

لا يُزَاحِمُون الملأ دِيَارَا

في البحرَ شِراعَ رَبَابِينَا

أولاد بَالضِرُوسَ مَولِدَا

رِجال كِبار مُحترمينَا

لا يَتجَاوزونَ أمرَ نشَازا

ولا يغلِبهُم قلمَ أو كِتابَا

علىَ سِياق أدبٍ دُونَ عِتَابَا 

وصلَ القِـيـامَ وواصلتُ كِتابا 

مُساجلة وَمُجَاراة بن كلثُومَ خِتامَا

(إن كُنا جاهلون نأمل عُذرَا وإن كُنا عَالِـمـون لهُ الشُكرَ)


Doggorel Poems designed by: Adel Mohamed Alshiekh



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ لعبة الأيام ♕ بقلم الشاعر : محمد درويش

 قصيدتي  لعبة الأيام  -----____----- لعبة الأيام  باعتني  حشتريها  والثمن يبقي إللي بقي  من حياتي   هي صاحبة ذكرياتي  هي بالنسبالي   ماضي اش...