الأحد، 18 مايو 2025

♕ مقالة .. المبررات آفة إجتماعية ♕ بقلم الكاتب : عبادي عبد الباقي

 المبررات آفة إجتماعية

إطلالة 

ل عبادي عبدالباقي 

أولا :- 

أ- مفهوم آفة :-

 كل ما يصيب شيئا فيفسده ، 

من عاهة أو مرض أو قحط .

ب- آفة إجتماعية :-

السلوك الإنساني الذي تعتقد شريحة واسعة من الناس بأنه مضر للفرد والمجتمع ، كونها تؤثر على واقع وجود الأفراد وحياتهم الشخصية فتصبح مشكلة إجتماعية تحظى بالاهتمام العام .

ج- أمثلة على الآفات الإجتماعية :- 

التدخين و المسكرات والمخدرات والتشرد والانتحار والرشوة والتمييز

العنصري والفساد الإداري والمالي والكذب والسرقة والتحرش الجنسي والمبررات .

ثانيا :-

آفة المبررات :-

١- مفهوم المبرر :-

 أ- إيراد الأعذار ،ذكر الأسباب الموجبة ،

طلب تبريرا لمسلك ¦¦ · 

قال لي شيخي يا ولدي:-

المبرر :-

دفاع:-

«تبرير فلان»، 

«تبرير جريمة» ¦¦ · 

ما يكون بمثابة سبب مجيز أو مشروع ،ما هو بمثابة عذر .

ب- التبرير فى علم النفس:- 

التبرير هو آلية دفاعية، وهي استراتيجيات لا واعية يستخدمها الناس لحماية أنفسهم من القلق أو تهديدات تقدير الذات . 

تعمل هذه الآليات الدفاعية بطرق مختلفة لتقليل الانزعاج، غالبا عن طريق إنكار الواقع أو تحريفه .

ج- التبرير من وجهة نظر المبرر :-

 عندما نحاول إقناع أنفسنا بأن سلوكنا السيئ حسن .

 على سبيل المثال :-

 غششت في الاختبار لأنه ليس من العدل أن يسمح للآخرين باستخدام .

د-

التبرير الطبيعي :-

من الطبيعي أن يكون لكل شعب الحق في تقرير مصيره والعيش باستقلالية . 

كذلك الامر بالنسبة للشعب اليهودي ، فله الحق كباقي شعوب العالم أن يكون مستقلا في دولته .

 تبرير يعتمد على الحركة الصهيونية تحقيق المشروع الصهيوني عن طريق شراء الأراضي ، نقل المهاجرين واحياء اللغة العبرية .

و الأن تبرير الإباحية للإبادة الجماعية والتهجير لشعب فلسطين من أجل أن ينعم الصهيوني بحياة أكثر راحة وسعادة وهناء واستقرار وأمن وسلام .

ثالثا:- 

هل التبرير سلوك حسن ؟


🔸 التبرير ما هو ضعف ، لكن فن له وقت ومكان . 

إذا بررت ، خل هدفك توضيح الصورة للطرف اللي يستحق .

 لا تبرر عشان الكل يفهمك ،

 لكن عشان تحمي حقك أو توضح موقف ما يتحمل سوء فهم. 🔸 

برر إذا كان التوضيح ضروري .

رابعا :-

الإسلام و المبررات :-

ومن سلبيات الخطاب الإسلامي المعاصر التبرير و الإلحاق ويتشكل هذا الاتجاه في محاولة نقل الحضارة الغربية بخيرها وشرها إلى عالمنا الإسلامي والتماس المسوغات المنطقية و تمحك المبررات الشرعية الإلحاق مقومات الحضارة الغربية بأصول الإسلام ، ومن ذلك تحليل الربا وتحريم القصاص وتعطيل الحدود ونزع الحجاب وشرب الخمر ونحو ذلك .  

  خامسا :-

                        

 مبررات النفس والشيطان معـا :-

 نفسك و شيطانك عندهما القدرة على خداع عقلك بصورة فائقة فيخضع عقلك لمبررات نفسك و شيطانك . 

الإشكالية أن هذه المبررات 

(مبررات مقنعة) 

ولذلك عقلك ينخدع بها ، لكن رغم أنها مقنعة إلا أنها 

(مبررات) 

ومعنى مبررات أنها حيل ماكرة لتمارس النفس شهواتها ولكن بطريقة يقبلها عقلك و يقبلها بعض الناس . الرسول عليه الصلاة والسلام في نصف الليل طرق الباب على سيدنا على بن أبى طالب وزوجته السيدة فاطمة فقال لهما الرسول من الخارج ( ألا تصليان ؟ )

 فقال على رضي الله عنه :-

 يا رسول الله إن أنفسنا بيد الله إن شاء أمسكها وإن شاء أرسلها ، فغضب الرسول ومشى وهو يضرب على رجله ويقول :-

( وكان الإنسان أكثر شئ جدلا ) . 

من الناحية العقلية والشرعية كلام سيدنا على رضي الله عنه صحيح ، إذن فلماذا غضب الرسول عليه الصلاة والسلام ووصف فعل سيدنا على بالجدل ؟!

 لأن في ذلك مبرر للنفس لتمارس شهوة النوم وترك فضيلة قيام الليل والذي بتركه قد تتمادى النفس فتنام عن فريضة صلاة الفجر ! 

كذلك لو قام الإنسان بترك السنن المرتبطة بالفرائض يكون من الناحية الشرعية والعقلية لا إثم عليه ، لكن من الناحية النفسية قد تتمادى النفس وتضعف فيتم تأخير الفرائض ثم جمعها ثم ترك بعضها ثم تركها بالكلية ! إذن كلام على رضي الله عنه ( صحيح ) من الناحية الشرعية والعقلية لكن من الناحية النفسية لا ، وكلام الرسول عليه الصلاة والسلام ( أصح ) من الناحية الشرعية والعقلية والنفسية ! إذن احذر مبررات نفسك و شيطانك ( المقنعة ) أي المقبولة لعقلك لأنها ستؤدى إلى ضعف ثم تفعل ما هو غير مقنع ولا مقبول لا عقلا ولا شرعا ولا حتى نفسا ! فتبدأ هذه النفس الماكرة بعد أن تقنع عقلك و تخدعه وتفعل ما لا ينبغي تلومك !

 لماذا تلومين ؟ 

ألست أنتي الذي كنت تريدين ذلك ولهذا استخدمت كل هذه الحيل ؟! إذن فالأصل إغلاق الباب على النفس والشيطان ورفض مبرراتهما المقنعة حتى لا تقع فيما سبق ، ومن هذا تعلم لماذا كان الصحابة يتركون بعض الحلال خوفا من الوقوع في الحرام لأنهم سمعوا قول الرسول عليه الصلاة والسلام :-

 ( اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة من الحلال )

 الحديث صحيح .

سادسا:-

ما فائدة التبرير ؟

“التبرير اللاواعي”، 

وهو آلية دفاع نفسية يستخدمها الأشخاص لحماية أنفسهم من المشاعر السلبية مثل خيبة الأمل أو الشعور بالفشل .

 عندما يقول شخص 

"لم أرغب حقا في الحصول على الوظيفة" 

بعد رفضه ، فهو يحاول تقليل أهمية الحدث لتقليل الألم الناجم عن الرفض .

 هذا يساعد في الحفاظ على احترام الذات ويقلل من الشعور بالضيق.

التبرير : -

عندما نحاول إقناع أنفسنا بأن سلوكنا السيئ حسن.

 على سبيل المثال، 

"غششت في الاختبار لأنه ليس من العدل أن يسمح للآخرين 

باستخدام ".

سابعا :-


سوء عاقبة التبرير :-

التبرير مرض عضال نهايته مؤسفة ، ونتيجته مرة على صاحبه ،

 فهو بمداومته على التبرير ينصرف عن إصلاح ذاته ، كما ينصرف عن تفقد عيوب نفسه ، وبالتالي يرى أنه دائما على خير وإذا وصل العبد إلى هذا الحال صعب إصلاحه وفقد انسجامه الذاتي ؛ لأنه في الواقع يعيش حالة من الحرب النفسية الداخلية هو فيها الجلاد والضحية .

هذا مبلغ علمي والله أعلى وأعلم 

جدير بالذكر:-

أعتذر علي الإطالة لأن الموضوع من الأهمية بمكان وصعب تخليصه أكثر من ذلك ولقد استبعدت الكثير مثل المقارنات بين المبررات والتفسير .......الخ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ إنني الأولُ ♕ بقلم الشاعر : محمد عبد الجليل العزاني

 إنني الأولُ الـــذي مَــــا تجَـــلَّـى  في مكــانٍ إلا استضاءَ ..ورامَـــا خُــذ بنَـــانِي: قُـلْتُ إني وقيــــداً للمجــــازات غيـر أنَّ...