محطاتي في التنمية البشرية وتطوير الذات والبرمجة اللغوية والعصبية وخواطري إليكم أحبابي الأجلاء المحترمين الكرام ودمتم بخير وسعادة وعافية وبركة وراحة بال.
محطتي اليوم عن الخداع وقد نستطيع في الدنيا خداع البشر ولكن في الآخرة لا نستطيع خداع رب العرش العظيم رب البشر لأن الله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
الخداع وما أدراكم ما الخداع وتعالوا معي نعرف معنى الخداع.
الخداع وجع ليس له علاج وكسر ليس له جبر وغدر يترك في القلب علامة لا يذهب أثرها المشين، فعندما قريب منك يخدعك تشعر كأنك عشت كدبة كبيرة، وكأنك كنت مغمضاً عينك وتصدق أشياء ليس لها وجود، تؤلمك ليس لأن أحد خانك، لكن لأنك كنت ترى فيه أمانك وسندك، وكنت تعتبره ظهرك الذي تستند عليه، وفجأة تجد ذلك الظهر هو الذي خانك وطعنك.
فخداع الحبيب شيئ يقتل، ويجعلك تسأل نفسك هذا السؤال: هل هذا الشخص كان يحب حباً حقيقياً أم كل الذي مضى كان تمثيلاً؟ تنظر في صوركم مع بعض وتفتكر كلامه وتنظر ضحكته وتحس بأنك كنت تعيش في فيلم وأنت البطل المغفل الذي صدق كل شيئ، تشعر كأنك عريان أمام أحد كان يرى فيك كل حاجة حلوة وقد قرر أن يوجعك، قرر أن يخدعك ويرحل ويتركك تتكسر وحدك.
وخداع الصاحب، هو ذلك الوجع الذي ليس له وصف، شخص كنت تظنه أكتر من أخ، كنت تحكي له أدق تفاصيلك، كنت تراه ظلك الذي يمشي معك في الحلوة والمرة، وعندما تحتاجه، تجده أول واحد يبيع، تجده هو الذي كان يدفن سرك، هو الذي كان يتكلم عنك من خلفك، هو الذي باعك من أجل مصلحته، وتظل تقول لنفسك كيف ذلك؟ كيف كان قادراً أن يكون معك بهذا الشكل؟ ذلك وهو يعرف أنه مخادع؟ كيف كان يضحك في وجهك وهو أول واحد طعنك؟
أما خداع الصديق، فهو الذي يجعلك تعيد كل حساباتك في كل الناس، الذي يجعلك تقول ليس هناك أمان، الذي يجعلك تقفل على قلبك بقفل لا يفتح مرة أخرى، عندماالصديق الذي كنت تراه كتفك الذي تسند عليه هو الذي يوقعك، عندما كنت تجري عليه في ضعفك تجده هو الذي كان منتظر لحظة سقوطك حتى يفرح فيك، هنا تعرف أن الدنيا غابة، وأنه ليس كل الذي ضحك في وجهك يحب لك الخير.
الخداع يعلم الكثير، لكنه يوجع ويؤلم، يعلمك لا تعطي ثقتك بسهولة، ولا تضع أحداً في مكانة أكبر من حجمه، ولا تصدق الكلام الحلو إلا عندما تراه ه أفعالاً، ولا تفتكر أن كل الناس قلبها نظيفاً مثل قلبك، لأنه هناك أناس تجيد تمثيل دور الطيب، دور الصاحب، دور الحبيب، لكن لما يسقط القناع، تنجلي لك الحقيقة، وترى الوجه البشع الذي كان مختبئاً ورا الابتسامة.
وفي الآخر، الذي خدعك هو الخسران، خسر حبك، خسر صدقك، خسر وجودك في حياته، لكن إنت ماذا خسرت ؟ وجع؟ نعم نعم، خدعة؟ نعم نعم، ولكن في المقابل كسبت دروساً، دروساً تجعلك أقوى، تجعلك تفهم الدنيا أكتر، تجعلك تعرف أنه ليس كل الذي حولك يستحق أن يكون في حياتك، وهذا وحده مكسب كبير.
فالخداع سلوك مشين وعملية قذرة بها النذالة والخسة وفقدان للمرؤة.
دمتم بود وعافية وبركة وراحة بال أحبابي الأجلاء المحترمين الكرام.
دكتور عبدالعظيم علي عفيفي الهابط مصر أم الدنيا كلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق