أعْجازُ نخلٍ
أكيدٌ أنّنا أدْنى الرّتبْ
وفي تفْكيرنا اخْْــتنَقََ الأدبْ
ثقافَتُنا يُكَبّـــلُها هُراءٌ
يُسمّــى عِندنا أدبُ العربْ
وعجْزُ لسانِنا أقْوى دليلٍ
يؤكّدُهٌ انْحـــــطاطٌ في الرّتبْ
كأنّ شُعوبنا أعجازُ نخلٍ
تُعامَلُ في الخلائقِ كالــحَطبْ
تُصفَّدُ بالتّسلّط في زمانٍ
به الإنسانُ كافحَ فاكْــــتسَبْ
سألتُ رؤوسَنا سرّاً وجهرا
وقلتُ لــهم أريدُ العَيـــشَ حـرّا
وفي يُمنايَ حِبْرُ الكفِّ جارٍ
بأحْرفِهِ انتخبتُ النّظمَ شــعْـرا
مشى وركضتُ نحْو الفجْر نَجْري
وكان اللّيلُ ليلاً مُكْفـهرّا
وقلت لهُ يعزّ عليّ أنّي
رأيتُ بكَ الدُجى في اللّيْلِ فَجرا
فلا تحْزنْذ فقدْ رافقْتَ حُرّاً
وحِبرُكَ في الورى سَـيظلّ فخْرا
ألمْ يُحْزِنْك ما فعل القُرودُ
ونزْعُــمُ أنّنا العربٌ الأســــودُ
حرامٌ أنْ يُراقَ دمُ الأهالي
ونرضى بالذي ارْتــكَبَ القُــرودُ
تصيحُ ثعالبُ الإسلامٍ غشّاً
ويُشحَنُ من أراضيــها الوقــودُ
وإن أنتَ انتقدْتَ القوْم ثاروا
وجاءَ الزّجْرُ تصْحَـبُهُ القُيـــودُ
كأنّ شـــعوبنا مِنْ قوْمِ عادٍ
يُعاقِبُها بِظُلْمَتِهِ الجُحودُ
سترجُمُ أحْرُفي المُتملّقينا
وتهجو بالبـيانِ المُجْــرمينـــا
تَركنا الذّلّ في الأوطان عاراً
وسرْنا في دُروب الواهميــنا
سمَحْنا للقُرودِ بقتلِ شعبٍ
وآزرْنا اللّئامَ المارِقيـــنا
يهدّدُنا ويوعِــــــــدُنا أبوهُمْ
فيرْعِبُنا وعــــيدُ الظّالمــــينا
كأنّ وَعيدَهُمْ أضْحى ابتزازاً
ودعْماً للكلابِ المُـــــــعْتدينا
أيا من ظلّ يُسرِعُ في خطاهُ
وعـيـــــــنُ اللهِ ساهـــرةً تراهُ
أما تخْشى من الجبّارِ يوماً
بمـــا تسعـــــــــــى تُقِرُّ بهِ الشِّفاهُ
أتعْصي الله ظلماً كلّ حين
وتنسى في المـــماتِ غداً لقاهُ
فتندبُ حَسرةً وتضيقُ صدراً
وتبكــــي نادماً ترجو رضاهُ
تعضُّ يديكَ منْ ندمٍ ويأسٍ
ولنْْ يُجْدي أسى الباكي بُــــكاهُ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق