همسُ الشوق
*************
بُكاءُ الرِّيحِ يَعزِفُ في الخَرابٍ
مُهْمَلٌ مَنْسِيٌّ، مُبْعَدٌ مُغَيَّبُ
مُصاحِبُ حُزْنِهِ، وَالهَوى يُدْمِي
وَهاوٍ دائِمًا يُرْثى، مُغْلَبُ
وَلْهانٌ، الْبُكاءُ دَوْمًا طَريقُهُ
ظَمْآنُ، لَوْ يُرْوَى غَرامٌ، المَشْرَبُ
كَمِ اغْتَرَّ الصَّبا، وَالْجَهْلُ ساقَهُ
فَبَدَّدَ أَمَلَهُ الْغالِي، وَخابَ
وَلَمّا النَّفْسُ قَدْ ذابَتْ شُعورًا
فَلا شَوْقٌ، وَلا خِلٌّ، وَحُبُّ
تَجَهَّمَ وَجْهُهُ، وَالْغَيْمُ أَقْبَلَ
وَصارَ التَّشَؤُّمُ في الدُّروبِ كَئِيبًا
أَخَذَتْهُ الذِّكْرَى في بَلَدِ الْغَرامِ
تَمَنّاها، عن خَيالِهِ لا تَغِيبُ
وَفاتِنَةُ الْهَوى، ما عادَ يُبْدِي
تَعَقَّدَ طَبْعُهُ، وَالدَّهْرُ صَعْبٌ
وَلَمْ يَرَ في الْعُيونِ سِوَى خَيالٍ
وَتَبَرُّجٍ، وَأَقْنِعَةٍ، وَعُيوبِ
وَمَضَى يَشْكُو الْوَحْشَةَ في مَشاعٍ
وَيَشْتاقُ إلى الْحَبِيب الْمُغَيَّب
الأستاذ
فراس ريسان سلمان العلي
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق