الأربعاء، 18 يونيو 2025

♕ قصة.. ونعم الزوجين ♕ بقلم الكاتب : ماهر اللطيف

 ونعم الزوجين"


بقلم:ماهر اللطيف


يحكى أن زوجين شابين كانا يعيشان مع أسرة عصام - الزوج- في منزلها الشاسع وَسَط هذا الحي الشعبي المعروف بالمدينة الساحلية، وكانا معروفين بالدعابة والفرح والحب المتبادل، والعمل على تمتين أواصر العائلة وتماسكها، ووحدتها وتضامنها، مما جعلهما محل ترحاب من البعيد قبل القريب.


وكانت سمية - الزوجة- بشوشة، دائمة الابتسامة حتى وقت الوجع والألم، تخفي نقاط ضعفها وسلبياتها بداخلها، وتتسلح بالقوة والموجات الإيجابية، الشيء الذي جعل الجيران يحبون مخالطتها والتحدث إليها باستمرار - وهي دكتورة علم نفس -.


وصادف أن عاد عصام ظهرا إلى منزله هذا اليوم بعد انتهائه من أداء واجباته المهنية ضاحكا كعادته، حتى رأى سمية - وقد رجعت قبله بمدة - تتوسط مجموعة من نساء الحي وهن يتبادلن أطراف الحديث، الضحكات، والنكت، وغيرها، فاقترب منهن بكل ثقة في النفس، وحياهن، قبل أن يقول هازئا، ومتنمرا :


- اللهم استرنا من كيدهن،"إن كيدهن عظيم" 


_ (سمية مقهقهة) يقودونهم إلى الجنة بالسلاسل (ضحك جماعي) العصا لمن عصي، العصا هي الدواء


- (عصام مقاطعا بسرعة ومبتسما) اصمتي أيتها الأفعى (الكل يقهقه)، فحتى اللغة العربية غدرت بكن في خمسة مواضع على الأقل وشهدت على "قدراتكن و احترافيتكن" في "العبث" بالرجل والنيل منه


- (إحدى الجارات بكل حياء وروح مرحة) لا تقل ذلك سيد عصام، فنحن أمهاتكم، زوجاتكم،بناتكم، زميلاتكم،قريباتكم، صديقاتكم... 


وواصلوا الحديث من هنا وهناك، وهم يتبادلون الضحك والمزح، حتى طلبت منه زوجته تفسير غدر اللغة العربية بالمرأة في تلك المواضع التي ذكرها سلفا، وهي تذكره بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهن ووصفهن ب "المؤنسات الغاليات" و "القوارير" وغيرها، و تذكره أنها - المرأة - نصف المجتمع أو أكثر من ذلك بكثير، و لولاها لما وُجد هو وجنسه - بعد خلق آدم وحواء طبعا - وسنوها من مزايا "الأنثى" التي فرضت معادلة هذا الكون، وما إليه....


فابتسم وقال لها "اللغة العربية غدرت بالمرأة في خمسة مواضع: الموضع الأول، إذا كان الرجل على قيد الحياة يسمى حيا، أما المرأة فتسمى حية (وجميع الحاضرين يضحكون ويقهقهون).


أما الموضع الثاني، فإذا أصاب الرجل في قوله وحديثه يقال عنه مصيبا، أما إذا أصابت المرأة في قولها، فيقال أنها مصيبة (والجمع يزداد ضجيجا وضحكا).


الموضع الثالث، إذا تولى الرجل منصب القضاء، يقال عنه قاضيا، أما إذا تولت المرأة نفس المنصب، يقال إنها قاضية، والقاضية هي "المصيبة العظمى التي تنزل بالشخص فتقضي عليه (وسمية تفتخر بذلك وتتوعده وسط قهقهة الحضور)


فيما يقول الموضع الرابع أنه إذا كان للرجل هواية يتسلى بها، فيقال عنه هاويا، أما المرأة فيقال عنها هاوية، والهاوية هي أحد أسماء جهنم والعياذ بالله (وقد اقشعرت الأبدان واستعاذ الجميع من الشيطان الرجيم)


فيما ذكر الموضع الأخير، أنه إذا دخل الرجل مجلسا نيابيا، قيل عنه نائبا، أما المرأة، فيطلق عليها نائبة، والنائبة أخت المصيبة... "


فضحكت سمية كثيرا، وقالت له بكل رصانة وتعقل" أتذكر يا عزيزي أني قرأت دراسة علمية أصدرتها دورية بريطانية طبية مختصة تدعى "بريتيش ميديكال جورنال" عام 2014،تثبت أن الرجال أغبى من النساء، مدللة على ذلك بعدد الحاصلين على جائزة داروين التي تمنح لمن يقتل نفسه بسبب غبائه. وقد توصل علماء بريطانيون إلى أن أغلب الحاصلين على الجائزة من جنس الرجال، وتمنح هذه الجائزة بعد الوفاة لمن تمكن من إنهاء حياته بطريقة غبية للغاية. وأشار الباحثون أنه بعد التأكد من أن أغلب الحاصلين على الجائزة هم من جنس الرجال، فقد دعم ذلك نظرية "الرجال الأغبياء"، حسب الفريق العلمي الذي يقوده الدكتور جون إيزاكس، مدير معهد الطب الخلوي في مدينة نيوكاسل البريطانية حسب موقع "دويتشه فيله" الألماني. وقد اعتمد الباحثون في دراستهم على نظرية "الغباء الذكوري"التي تؤكد ميل الرجل للمخاطرة، ونسبة وفاتهم الأعلى في الحوادث، ووصول عدد أكبر منهم إلى أقسام الطوارئ بالمستشفيات، بسبب غبائهم وغباء الأمور التي يقدمون على فعلها. " (والكل يقهقه، منهم عصام الذي كان يخفي غيظه وألمه وحزنه على محتوى هذه الدراسة "المهزلة" كما كان يعتقد).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ سلي الثريا تخبرك ♕ بقلم الشاعر : د. حسين بشيني أخضر

بقلمي د . حسين بشيني أخضر                                        &&&&&&&&&&&&&&&...