المرأة عماد الأسرة والمجتمع بين الواقع والطموح
المقدمة:
المرأة هي النواة التي يتشكل منها كيان الأسرة، والأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمعات. فإذا كانت المرأة متعلمة، واعية، ومتمكنة، انعكس ذلك بشكل مباشر على الأسرة، وبالتالي على المجتمع بأكمله. وقد قطعت المرأة شوطاً كبيراً في طريق تحقيق ذاتها، إلا أن الفجوة ما زالت قائمة بين ما هو كائن (الواقع) وما يجب أن يكون (الطموح).
أولاً: المرأة في الواقع الحالي
لا تزال الكثير من النساء في بعض المجتمعات يعانين من التمييز، والتهميش، والحرمان من بعض حقوقهن الأساسية كالتعليم، والعمل، والمشاركة في صنع القرار.
الصور النمطية السلبية حول دور المرأة ما زالت تحد من طاقاتها وإبداعاتها.
المرأة تواجه تحديات يومية في موازنة أدوارها بين بيتها وأسرتها، وبين طموحاتها الشخصية والمهنية.
في بعض البيئات، يُنظر إلى المرأة على أنها تابعة لا مساوية، رغم كل ما أظهرته من قدرات في مختلف الميادين.
ثانياً: المرأة والطموح نحو الأفضل
تسعى المرأة اليوم إلى لعب دور فاعل في الحياة السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية، وتطمح إلى بيئة تتيح لها النمو دون قيود.
تطمح المرأة إلى أن تُعامل كشريك فاعل في التنمية، لا كمجرد تابع أو داعم.
من أبرز الطموحات: المساواة في فرص العمل، إزالة الفوارق في الأجور، والتمثيل السياسي العادل.
كما تسعى إلى نشر ثقافة التمكين وبناء الوعي في الأجيال القادمة، بدءاً من الأسرة.
ثالثاً: المرأة عماد الأسرة والمجتمع
المرأة بصفتها أمًّا، وزوجة، ومربية، تزرع في نفوس الأبناء القيم، المبادئ، وحب الوطن.
في المجتمعات التي تحظى فيها المرأة بالتقدير والدعم، تكون الأسرة أكثر استقراراً، والمجتمع أكثر ازدهاراً.
تعليم المرأة وتمكينها يعني تنشئة أجيال مثقفة، واعية، قادرة على بناء الأوطان.
خاتمة:
المرأة ليست نصف المجتمع فحسب، بل هي التي تربي النصف الآخر. وبين الواقع الذي تعيشه والطموح الذي تسعى إليه، تقع مسؤولية المجتمع في دعمها وتمكينها. إن بناء مجتمعات قوية لا يكون إلا من خلال دعم المرأة، وإزالة العقبات أمام مسيرتها، لنضمن بذلك مستقبلًا مزدهرًا يقوم على العدالة، والمساواة، والكرامة الإنسانية.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕____♕♕♕♕♕♕♕♕♕
الكاتب الفنان التشكيلي وسفير السلام الدولي
د. أحمد عجاج حسن العبيدي
البلد ارض الحضارات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق