أين أنت بل أين أنا
أين أنت
بل أين أنا
في زحمة الألم
وفي ظلال غرفتي الساكنة بالوجع
كأن الهواء نفسه نسي أن يمر بي...
كنت ابحث عني
في مرآة مهشمة مهمشة
وجهي نصف غياب
ونصف انتظار
ولا أحد يعود
المرض لا يعتذر
حين يداهم المرء
ولا ينصرف حين ترجوه
يستوطن العظام
يسكن في أصغر خلجة
ويحث الليل باسئلتي المؤجلة
الألم طويل
كامتحان فصل لا ينتهي
والورقة بيضاء
إلا من ثرثرة صمتي
وحبر عيني المنهمر
أين ذهب الذين احبهم
ذاك الذي هجرني
يكتب صباحاته على مقهى هادىء
يشرب قهوته بلا تأنيب
ينام بلا وجع
يفكر بلا ذكري
وأنا
أنا لا زلت أفكر به
كأن الحب مرض أيضا
لا يشفى منه القلب
ولو انطفا الجسد
احمل جسدي المكسور
إلى الصفحة الأخيرة من يومي
افتح كتابا
تتساقط منه خيباتي
حرفا
حرفا
اشبه دمعة جافة
يا الهي
أرفق بهذا الصدى
الذي فقد الصوت
بهذا الغصن الذي انكسر
قبل أن يزهر
أين أنت
لا أدري
لكني أعرف أنني
ما زلت أقاوم
حتى وإن نسيتني
الحياة
حتى وإن أحبني الألم
وخانني الحنيين
لكنني رغم كل شيء
افتح نافذتي للصباح
حتى لو جاء متأخرا
حتى لو حمل معه
بعض الرماد
أجر ظلي الثقيل خلفي
وامشي
كل خطوة شهادة حياة
وكل تنهيدة صلاة
تعلق قلبي بالسماء
ليس في اليأس مقعد دائم
وليس في الألم وطن
ساجمعني كما تجمع الشظايا
وساكتبني من جديد
بخط مرتجف....لكنه حيّ
أمام المرآة
سابتسم
حتى لو خانتني الملامح
وسأقول
ما زلت هنا أقف بهذا الظل
العاري
هذا
وذاك
يكفيني
بقلم الاستاذ أبو الأغر هندي دويكات
طابت أوقاتكم بكل خير وسعاده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق