كتب الشاعر نزار قباني في قصيدته ما يلي:
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهم
تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد
هل أنت إسبانية ؟ ساءلـتها
قالت: وفي غـرناطة ميلادي
غرناطة؟ وصحت قرون سبعة
في تينـك العينين.. بعد رقاد
........................................................................
على ذاتِ البحر والرَّوِي، خَطَّ قَلمي القصيدةَ التالية. وهي من (( البحر الكامل )):
........................................................................
بِقَلَم
د.عارف تَكَنَة
((بَينَ ذِهابٍ وإِياب ))
مِنْ مَفْرِقِ الرَّدهاتِ صاحَ نِداؤُنا:
يا ذا الرُّواقُ قَسَوْتَ بِالْأَنْدادِ
قَمَرانِ دَوَّارانِ فِي فَلَكَيهِما
تَتَبادَلُ الْأَنْواءُ فِي إِيقادِ
دارا عَلَىٰ تِلْكَ الْمَداراتِ الَّتِي
آمَتْ عَلَىٰ رَمَضٍ بِلا مِصرادِ(١)
حَرَّاقَةٌ رَصَدَتْ سَمُومَ لَفُوحِها
فِي ذَينِكَ الْقَمَرَينِ بِالْأَرصادِ
نَصَبَتْ مَراراتُ الْوَداعِ خِيامَها
فَتَشَبَّثَتْ وَتَجَذَّرَتْ أَوْطادِي
أَوْرَتْ سُعاراتُ الْبِوانِ خِباءَها(٢)
فَتَفَطَّرَتْ وَتَقَلَّعَتْ أَوْتادِي
يا شاعِلَ الْجَمْرِ الَّذِي فِي جَوْفِهِ
هَلَّا أَبَاخَ جِمارَ غُلِّ الصَّادِي(٣)
رَغْمَ انكِثامِ بِمُهْجَةٍ لَكِنَّهُ(٤)
قَدْ أَوْدَعَ الْأَشْواقَ ظَهْرَ جِيادِ
حَتَّى إِذا بَلَغَ السَّبُوحُ حِياضَها(٥)
نَطَقَ الْعِنانُ بِها يَقُولُ يُنادِي:
أَطْلَقْتُ ذاتِي إِذْ قَصَدتُ صِلاتِها
فَضَرَبتُ فِي الْمَسْرَىٰ عَلَىٰ الْأَكْبادِ
أَنْ قَدْ هَلُمِّي يا جَلِيلَةُ إِنَّهُ
فِي الْمُلتَقَىٰ فِي مَجمَعِ الْوُفَّادِ
فَتَيَقَّنَتْ مُقَلُ الْلَّواعِجِ أَنَّها
حَتمًا تَراهُ بِمَقْصِدِ الْمُرتادِ
فَتَفَتَّحَتْ أَبوابُها أَنْ أَقْبِلِي
وازَّيَّنَتْ أَوْراقُها بِمِدادِ
نَقَشَتْ عَلَىٰ بَيتِ الْقَصِيدِ إِيابَها
واستَنْطَقَتْ لُغَةً بِحَرفِ الضَّادِ
عَزَفَتْ لَهُ لَحنَ الْلِّقاءِ فَأَلْهَجَتْ
أَصداءَ مَنْغُومٍ عَلَىٰ الْإِنْشادِ
دَقَّتْ لَها السَّاعاتُ عَزْفَ نَشِيدِها
رَنِمَتْ بِها الْأَوْقاتُ فِي إِسعادِ
ما انْفَكَّتِ الرَّدهاتُ عِندَ قُدُومِها
وَذِهابِها فِي آنِ ذا الْمِيعادِ
صِنْوانِ فِي بَهْوِ الْعُجابِ وكَيفَما
جَمَعَ النَّقائِضَ بَينَ ذِي الْأَضْدادِ:
مُستَقْبِلًا وَمُوَدِّعًا أَطرافَهُ
ظَلَّ النَّهارُ عَلَيهِ بِالْمِرصادِ
وَمُلاقِيًا وَمُفارِقًا آناءَهُ
قَدْ باتَ لَيلُ زَمانِهِ الْمُعتادِ
فالْلَّيلُ أَدجَنَ مِنْ دُمُوسِ هَزِيعِهِ
والصُّبحُ أَوْمَضَ بَعدَ ذِي الْآمادِ
بِقَلَم
د.عارف تَكَنَة
----------------------------------------
(١): آمَتْ: اشْتَدَّ عَطَشُها.
مِصراد: رِيحٌ مِصرادٌ: ذاتُ غَيمٍ أَوْ بَردٍ.
(٢) أَوْرَتْ: أَشْعَلَتْ.
الْبِوان: عَمودُ لِلْخِباء، عَمُودُ الْخيمة.
(٣): أَباخَ: أَباخَ النَّارَ: أَطفَأَها.
الْغُلُّ: شِدَّةُ الْعَطَشِ وحَرارَتُه.
(٤): الْانْكِثامُ: الْحُزْنُ
(٥): سَبُوح: يقال فَرسٌ سَبُوح: سَرِيع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق