الأحد، 3 أغسطس 2025

♕ شهقة أنوثة ♕ بقلم الشاعر : فارس محمد

  شهقة أنوثة


حين دخلتِ المكان

ارتجت شهوتي

على أطراف النظر

ما كنتِ امرأة تمشي

كنتِ أسطورة تَستيقظ

كنتِ وعداً مؤجلاً

ونبوءة جاءت متأخرة

كل الرجال قبلكِ كانوا صُدفة

وأنتِ…

كنتِ المقصودة

تظاهرتُ بالتجاهل

لكن الهواء خانني

أتى بعِطركِ قبل ملامحكِ

وتسرب إلى صدري

دون استئذان

كتفاكِ؟

لا يُشبهان إلا القصائد

حين تخجل

فيهما ما يُشعل الذكرى

ويهزم ادعائي بالصمت

ويجعلني أنحني

دون أن أفكر

وظهركِ…

منحنى صلاة

ركعتْ عندهُ كل شهقاتي

وحنيني القديم

ولحظاتي

التي حاولتُ فيها أن أصمد

كل خطوة منكِ

كانت نصاً شعرياً منثوراً

على المسافة

وكان كاحلكِ

ترفا يُعلن الهجوم

على ما تبقى مني

وأنا…

أنا لا أحبكِ فقط

أنا أضعفُ بكِ

كنتِ لا ترتدين فُستاناً

كنتِ ترتدين ارتباكي

وتلبسين قلقي

تُجردينني من مناعتي بنظرة

وتُرتبين انكساري بابتسامة

ضحكتِ…

فضاعت رجولتي بين شفتيكِ

وجلست وحيداً في داخلي

أعيد عد خيباتي

وأعيد ترتيب عطشي

وأعترف لنفسي

أنكِ الجريمة التي

لن أبلغ عنها

كل تفصيلة فيكِ

كانت تقول لي

أنا لك

لكنني خفت

خفتُ أن تكوني كل النساء

ثم تختفين

حين رفعتِ شعركِ

انكشفتُ أنا

توقف الزمن

وتوقّفتُ أنا عندكِ،

كأنني أولد منكِ

من جديد

أنوثتُكِ؟

لا تُشرح

لا تُوصف

تُعاش

أو تُترك كأثر في القلب

لا يُمحى

أنتِ القصيدة

وأنا الورق

وأنا الحبر

وأنا الاحتراق

أنتِ الذنبُ الوحيد

الذي اشتهيتُ

أن أَظل مذنباً فيه

وكل رجل نجا منكِ

كان خاسراً

أعرفُ أنني لا أراكِ فقط

أنا أرتجفُ بكِ

كل نظرة منكِ

تفتح في قلبي باباً

وتُغلق في عقلي ألف باب

تأتين من زمن لا يُشبهنا

زمن بلا قناع

تمشين وكأن الأرض تعرفكِ

وكأن الضوء يتبعكِ

وكأنني…

خلقتُ لأكتُبك

صوتكِ وحده

كاف ليربكني

فيه نبرة نبية

تقرأني على الملأ

وتتركني مصلوبًا بكِ

كل شيء فيكِ مُتقن

وكل شيء في منذُكِ منهار

كيف لعينيكِ أن تقول كل هذا؟

كيف لأصبعكِ أن يَكتبني

دون أن يَلمسني؟

أخافُ أن أنطِقكِ

فأنسى الكلام

فأكتفي بكِ كما أنتِ

دهشة

ومعجزة

وبابٌ مُغلق

وراءه حياة

إن فُتح

لن تُغلق بعدها أبداً

أنا لا أريدكِ لي

أنا أريد أن أضيع فيكِ

أن أضل طريقي إلي

وأبقى هناك…

حيث يَشتعلني صوتكِ

ويُعيدني شهقة

لا تنتهي

بقلمي

فارس محمد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ مقالة .. ٱلْإِنسَانُ الكَامِلُ النُّورَانِيّ & نُبُوءَةُ ٱلْإِنسَانِ ♕ بقلم الكاتب : أبو أكبر فتحي الخريشا

 * ٱلْإِنسَانُ الكَامِلُ النُّورَانِيُّ                           نُبُوءَةُ ٱلْإِنسَانِ                          ۞ التَّقْ...