---- أهل الغُرْبةِ
سافر الأخ والصديق وابن الخال والعم
في وقت كان يملؤءه التفكير والهم ؛
من أمر اب ، وام عجوز في أشد الحاجة
لهما بوجوده بعد أن هشَّ العظم
، ومِن زوجة شابة يافعة سيتركها مع الحرمان ،
لا ندري هل ستصون الشرف
في زحمة الحياة بين حرب وسِلم
من أولاد تتربَّى من غير وجوده
مفتوحة أمامهم كل أبواب الجُرم .
مِن صديق عُمر ينسى الذكريات الجميلة
معه وما خططوه من حُلم
مِن كل عزيز لديهم ربما تشاء الأقدار
أن لا يروه مرة أخرى ، أو ينعدم السؤال
بينهم ويتحطمون في مَفرمة الحياة فَرْم
مِن ، ومِن ، ومِن
إنه الحرمان بكل أنواعه ،
ويحسبونهم البعض بأن غذائهم ما لذَّ وطاب ،
ولا يدرون ان لقمتهم منغمزة بالسِّمِ
وشرابهم بطعم الحُرقة
وهم أحوج إلى الشفقة
وبعضهم يحسبون أنهم يبنوا بُنياناََ
؛ ولكنَّهم ربما في مرحلة هدم
هَدم وحرمان من كل غالِِ وعزيز
؛ فكم من فرح لم يشاهدوه
، وجنازة حبيب لم يشيعوه
وتُحكى لهم من خلف أسوار
كأنها قصة غرباء في مسلسل او فيلم
وعندما يرجع المغترب
لا ينظرون إلا لما لبِسَ من دِشداشة
ولا يدرون انه لبسها
بعدما أصابت عظامهم بالهشاشة
العيون عليهم ، والحسد منثور
في طريقهم بسرعة الفراشة
انظروا إليهم بعين الشفقة الرحمة
كم عاشوا أياما في ظلمة وفحمة ؟؟
بقلمي
رمضان محمد محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق