لُقْمَةُ العيْش
مَنْ يقضِ أعوامَهُ تحتَ احتلالِ
يعرفِ الذُلَّ وفي كلِّ مجالِ
إنْ يسْعَ للرزقِ حتى قبلَ فجرٍ
يلقَ ظُلمًا عن يمينِ وشمالِ
فغزاةُ الحقِّ والعدلِ جميعًا
غلَّفتْ أحلامَهمْ سودُ الليالي
جُبِلوا من طينِ حقْدٍ بلْ ونارٍ
كشياطينٍ دعاةٍ للضَّلالِ
كيفَ ترضى يا أخي العيشَ بِذلٍ
لا يُنالُ العِزُّ إلّا بالنضالِ
كيفَ ترضى بهوانٍ وخُضوعٍ
وَبِإذلالٍ مُهينٍ واعتِلالِ
فعدوُّ الحقِّ لا يسعى لِسلْمٍ
بل لقهْرٍ واضطهادٍ وَقِتالِ
هل طريقُ الصَّلْبِ فرضٌ يا إلهي
ونجاةُ الحُرِّ ضربٌ مِن مُحالِ
يا أخي انْهضْ لا تَهُنْ رَغْمَ المآسي
فليالي الظُلمِ حتمًا لِلزَّوالِ
إنْ وقفْتم يا أخي صفًا منيعًا
لنْ يكونَ النصْرُ في حُكْمِ الخيالِ
لُقْمةُ العيشِ التي تُعْطى بِذُلٍ
اعْلَمَنْ أسوأُ مِنْ جُرْحٍ عُضالِ
فبِها يسْعوْنَ كي تبقى ذليلًا
فترى التحريرَ صعبَا للمنالِ
بلْ ترى الْمُحْتَلَ مَنْ يُعطيكَ خُبزا
لا العميلَ النَّذلَ خَدّامَ النِعالِ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق