القصيدة التي ألقيتها اليوم في رابطة الخريجين الجامعيين في مدينةحمص
( المتنبي- الشاعر المعجزة )
يا مالئ الكون بل يا شاغل الناسِ
لقد ملكتَ بسحر الشعر إحساسي
عوَّمتني في بحورٍ لا انتهاءَ لها
وكنتُ أحبس حين الغطس أنفاسي
تجتاح أمواجها فكري وعاطفتي
فتخطفُ العين من لبِّي ومن راسي
فأنتَ معجزةٌ في الشعر ملهمةٌ
لكلِّ من خطَّ شعراً فوق قرطاسِ
***************
ياأيها الشاعر المولود من زمنٍ
مازال شعرك نحذوه كنبراسِ
إن يمرضِ الشعرُ أو تنحطُّ قيمتُه
فشعرك الشامخ العالي هو الآسي
فأنت كالطود لايهتزُّ جانبه
وشعرك الجبل الممشوق والراسي
هو المعين الذي تصفو مشاربُه
في رقَّة البوح أو في شدَّة الباسِ
إذا مدحتَ فتىً صيَّرتَه علماً
وقد غدا جنسُه من خير أجناسِ
هجوتَ كافور حتى كدتَ تُرجِعُه
عبداً يُساق إلى سوقٍ لنخَّاسِ
كنزٌ ثمينٌ من الأشعار نحفظه
عبر العصور فمن درٍّ ومن ماسِ
من وحيكَ الشعر يستوحي طرائقه
كأنه الماء تسقيه من الكاس
وتمتطي صهوة الأشعار تطلقها
كفارسٍ يمتطي صهوات أفراسِ
والشعرُ عندك سامٍ في تكبُّره
فصوتُ شعرك يعلو فوق أجراسِ
مدحٌ وفخرٌ وفيه حكمةٌ بلغت
آذان كلَّ أصمٍّ ذاهلٍ ناسي
حتى الكفيف إليه ناظرٌ وله
يميل كلُّ فؤادٍ معرضٍ قاسي
لا البحتريُّ ولا الدوسيُّ يبلغه
ولا ابن بردٍ ولا في الشعر نوَّاسي
والكلُّ في عصرهم كانوا عمالقةً
لكنه رأسهم والعصر عباسي
كلُّ العصور له دانت برفعته
إن قيس شعر الورى يوماً بمقياس
يا أيها المتنبي أنتَ أشعرنا
فاهنئ بما نلته يا أشعر الناس
٢٥ - ٩ - ٢٠٢٥
المهندس : سامر الشيخ طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق