.....
*جِبالُ الكُحلِ ..*
*تفنيها المرارة*
شعر
*اديب قاسم*
جِبالُ الكُحْلِ
تُفنيها المَرارَةْ
نَسكُبُ الشعرَ لها
رحيقَ وَرْدٍ
تحتَسيهِ
والأنجُمُ مِنها غيارَى
من بحْرِها
تُبحِرُ غيماتُ حُزْنٍ
تفتَرِشُ السماءَ
وتَرنُو إلى ..
بَدْرِ الليالي
ويمتَدُُ من اعيُنِها الليلُ
بِِحارَا
والنجمُ إذ يَهوَى
تَرِعَ من السََّحابِ "*"
ينزِعُ بالشكوَى لِرِِفقَتِهِ :
أسكُبُ الدمعَ
على أدمُعِها
قمَرًا بِهِ نَتَبارَى
فما عَنِيَ
بِكُلِّها قمَرٌِ عَلِقَ
بِشِعابِ وِديانِ الليالي
يستضيءُ حُلُمًا
في حنايا الزُُهْرَةِ
والأعيُنُ منه بالأمانيَّ
حَيارَى
ولِلبَحْرِ خفاياهُ
جَزْرًا يتَطاوَلُ مَدًّا :
متى يا بَدْرُ تُعطينا
من وِصالِكَ حُبًّـا
وإذ نحنُ بِكَ ..
أسارَى؟
*
وقَفَ الزمانُ
عندي يُساءِلُتي
أما لِعَيُنَِيكَ في الهوى دمْعٌ
وللأمانيُّ تَمضي الليالي
تستَشِفُّ انتِظارا؟ "**"
بكيتُ الزمانَ
بأعيُنِهِ طويلًا
أفَمَا كانَ يدري ...
بِما مَرَّ بي؟
أمَا استَفرَغتُ به العذارى؟
قمرًا
عَلِقتُ به في مُخَيَّلَتي
ولَكَيفَ امتلَأتْ به عيناي
تَكرارًا مِرارَا
أما قمرُ الزمانِ
بزَّ كُلَّ القَمارَى؟ "***"
فجُِبالُ الكُحْلِ
في كَبِِدي من لهَفِ الهوى
قيَّدَها المكانُ
وعُمْرُ الزمانِ
تُفنيها المرارَة!
______________
"*" ترِعَ : إمتلأ .
"**" إستَشَفَّّ إليه : رغبَ
فيه بشَغَف .
"***" بَزَّ : غلَبَ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق