الأحد، 28 يونيو 2020

قصة قصيرة & أشكال مبهمة & بقلم الأديب : عادل عبد الرازق

أشكال مبهمة
*********
قصة قصيرة - بقلمي / عادل عبد الرازق
*******************************
مؤلمة جداً تلك الساعات التي تمرّ وأنا جالس أمام الشباك الحديدي ، الشباك الوحيد بالغرفة مغلف بالحديد لأننا بالدور الأرضي ، جرّبت السجن دون أن أدخله ... ما أعجب ما يحدث في الحياة !!!
أمي تفترش الأرض ذي الأرضية المتآكلة قبالتي ، الثياب السوداء تميزها دوماً ، منذ أن رحل أبي وأخي الأصغر مني ، اللون الأصفر يكسو وجهها العجوز ، الحزن يسكن كل تقاطيع وجهها وملامحها ، ورغم ذلك تبتسم دوماً في وجهي ، أحياناً تنظر نحو السماء ، تتمتم بكلمات لا تفهم ، وأحياناً تنظر خلسة نحوي وتبكي ، أنظر نحو الشباك الحديدي ، لون الليل الأسود يكسو كل الشارع ، الأدور العليا تتصاعد منه الضحكات وأصوات الموسيقى ، ونحن ليس بغرفتنا إلا الصمت .. والأثاث المتهالك، أنظر نحو الشارع ، أسراب عديدة من اشكال المبهمة تمرّ أمام عيوني ، وجه أبي الراحل ، وجه أخي الراحل ، وبعض الوجوه التي لا أعرفها !!!
قامت أمي ترجر أقدامها ، صنعت لي كوباً من الشاي ، وضعته أمامي ، تحسست رأسي بيدها ، وضعت يدها فوق جبهتي ، قرأس سورة الفاتحة ، وظلت تدعو لي بكثير من الأدعية ، نامت فوق سريرها المجاور لسريري ، نامت ... لكن نامت للأبد ، امتلأت الغرفة عن أخرها بالأشكال المبهمة.
.... بقلمي / عادل عبد الرازق
**********************




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ وطن الحب ♕ بقلم الشاعر : وليد محمد الخطيب

 "" وطن الحب "" أخبرني عن هذا الصمت العميق! ولما التوقف ولك اختيار الطريق؟! لا يحق لك ولا بك يليق طول الصمت  ولا الحيرة ...