............................................ أَتَذكُرينَ ...........................................
..... الشاعر ..... ... قَصيدَةً غَزَلٍ وَذِكرَىَ ...
........ محمد عبد القادر زعرورة ....
يا سَنا عَيني وَيا نَبضُ الفُؤادِ
وَمُهجَتي يا مُقلَتَيَّ أَتَذكُرينْ
أَيَّامَ غِرَّتِنا كَأَزهارِ البَنَفسَجِ
كَالزَّنابِقِ أو كَزَهرِ الياسَمينْ
أَيَّامَ كُنَّا نَملأُ الحَيَّ ضَجيجَاً
وَصُراخَاً وَسُروراً وَضِياءً وَحَنينْ
أيَّامَ كُنتِ تَعقِدينَ الوَردَةَ
الحَمراءَ وَالصَّفراءَ ما فَوقَ الجِبينْ
أيَّامَ كُنتِ بِكُلَّ ألوانِ الأناقَةِ
وَالمَحَبَّةَ وَالهَناءةِ وَالسَّعادَةِ تَحلُمينْ
أيَّامَ كُنتَ بِكُلِّ شَوقٍ غامِرٍ
تُناديني حَبيبي وَخَلفي تَركُضينْ
يا بَسمَةُ العُمرِ وَيا نَبضُ الفًؤادِ
يا مُنى عَيني وَتاجُ رأسي تَهتِفينْ
هَل تَذكُرينَ صَدَىَ صَوتي الرَّقيقَ
عِندَ الصَّباحِ أو المَساءِ وَتسمَعينْ
وَبِكُلَّ أنشِطَةِ الصَّبايا تَهرَعينَ
لِفَتحِ بابَ الدَّارِ وَكُنتِ تُهَروِلينْ
لِتَرَي صَباحَةَ خَدِّيَ الوَردِّيَ
وَطَلَّتي وَبَهاءَ وَجهي كَاللُّجَينْ
وَتُعانِقي البابَ اشتِياقَاً وَهَوَىَ
وَتَرَيني مِن عَينٍ خَفَيَّةٍ وَتَرقُبينْ
لِتَفوزَ مِنكِ النَّاظِرَينِ بَنَظرَةٍ
أو شَارَةٍ أو ضِحكَةٍ أو بَسمَتَينْ
وَيَفوزَ مِنكِ سَمعُكِ المُنصِتُ
بِهَمسَةٍ رَقيقَةٍ أو كَلِمَةٍ او كَلِمَتَينْ
هَل تَذكُرينَ دَربَ العَينِ حَابِكَةٍ
وَأسرابَ الصَّبايا الفَاتِناتِ العاشقينْ
أَوَ تَذكُري الشَّقراءَ وَالبَيضاءَ وَالسَّمراءَ
وَالحَمراءَ وَالهَيفاءَ وَذاتُ المَجدَلَينْ
وَسَريعَةَ الخَطوِ الَّتي خَلفي تُهروِلُ
مُسرِعَةَ الخُطا وَجَميلَةَ الخَدَّينْ
أيَّامَ كُنَّ يَخطُرُنَّ كَالفَراشاتِ
أمامَ عَيني مُزركَشينَ مُلَوَّنينْ
وَلِكُلِّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ شَوقٌ
إلَيَّ وَتَحنانٌ وَخَفَّاقٌ مُبينْ
يَصيحُ بَينَ صُدورِهِنَّ بِحُرقَةٍ
وَلَهَاً بِحُبِّي قائِلاً لا تَستَهينْ
إنِّي أُحِبُّكَ وَالفُؤادُ مُوَلَّهٌ
وَمُتَيَّمٌ وَمُعَلَّقٌ بِكَ مِن سِنينْ
يا صَاحِبُ الشَّعرِ المُشَذَّبِ وَالمُذَهَّبِ
يا سَاحِرُ الخَدَّينِ وَالعَينَينِ وَالجِبينْ
يا وَسيمٌ ما رَأت عَيني وَسيمَاً
مِثلَهُ خَدُّهُ وَجَبينُهُ كَالفَرقَدَينْ
أَتذكُري تِلكَ الَّتي كانَت تَقولُ
هُوَ حُبُّنا وَنُحِبُّهُ وَنَحنُ أَولَىَ بِالحَنينْ
إنَّ لِي قَلبَاً يُريدُكَ حُبَّهُ وَحَليلَهُ
وَنَحنُ نَهواكَ وَنَهوىَ الطَّاهِرينَ الطَّيِّبينْ
وَجَرَيتِ خَلفي حَتَّىَ حُزتِ عَلىَ
رِضايَ وَكُنتِ قَلبي تَعشَقينْ
وَتَسابَقَت كُلُّ الصَّبايا الغيدُ
وَتَصارَعَت فَكُنتَ أُولَىَ الفائِزينْ
وَفُزتِ بَالقَلبِ الكَبيرِ وُحُبِّهِ
فَهَنِئتِ وَفُزتِ بِالكَنزِ الثَّمينْ
لَكِنَّما الحُسَّادُ هَبُّوا كَالزَّوابِعِ
دَمَّروا بِالمَكرِ وَالحِقدِ الدَّفينْ
كُلَّ دَربٍ يُوصِلُ العُشَّاقَ
لِلخَيرِ الَّذي بِهِ ما زِلتِ تَحلُمينْ
وَتَفَرَّقُ الأحبابُ كُلٌّ في طَريقٍ
مُعتِمٍ نَحوَ الشِّمالِ أو نَحوَ اليَمينْ
........................................
في / ٣١ / ١٠ / ٢٠٢٠ /
كُتِبَت في / ٧ / ٦ / ١٩٩٦ /
....... الشاعر .......
........ محمد عبد القادر زعرورة .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق