إستقبال عام
حسن إبراهيم حسن الأفندي
وكانت والدتي متوفية قبل حوالي الشهر
أألقاك محزونا أم ألقاك باكيا
وحسبك مني حزن عمر طوانيا
أتيت فلم يبرح بقلبي موضع
ينادم خلا أو يلاطف عانيا
فيا عام لا مرحى و لست بشارح
أسارير وجهي أو حمدت خواليا
تغربت عن داري و ما زلت سائلا
على أي حال سوف ألقاه ثانيا
أقول لقلبي حين ضاق تصبرا
وأرجف طوعي واستهان مقاميا
ستلقى بموت يومذاك لراحة
وتدفن أحزانا وتفقد ماضيا
تودّع علات لديك مقيمة
لعمرك لم تعهد بمثلك شاكيا
حفظت ودادا لم يكن لوداده
نصير يُراعي أو حبيب يدانيا
وعُدت تجوب الأرض تزرع طيبا
و تحصد زقوما يغص إنائيا
ولست بمستبق أخا بمصيبة
متى ما رأيت الخطب أنشب ضاويا
رويدك إن الموت ليس بغافل
يجرّع مُرّا كل من كان هانيا
فصبرا جميلا لست أول ثاكل
ولا آخر حزن بات عندك باقيا
سيذكرني صحب نظرت فلم أجد
حيال المآسي حبهم فحوانيا
فيا أم من ذاقوا بموتك حنظلا
يسيلون دمع الحزن جفناتباكيا
كفاك صلاحا أن غدوت صبورة
رماك فراق للحبيب مُعانيا
يخاف عليك الموت قبل وقوعه
وينعى لليلات بقربك راضيا
تذوّق طعم العطف منك فؤاده
ولم ير صدرا مثل صدرك حانيا
تدافع عني في أموركثيرة
وتدفع عني شر نفسي المدانيا
بحثت فلم أنظر لوجهك ساطعا
بنور صلاح يستطيب لقائيا
وقيل توارى في التراب ضياؤها
فواعُجْب قلبي ظل طرفك رائيا
ويا لهف نفسي غاب عنك دعاؤها
وكان دواء النفس كان رجائيا
ويا لهف نفسي أن أكون معذبا
أعاني لوحدي غربة و تنائيا
حزنت لبعدي عنك أمضغ مُرّه
وقد كنت أرجو الله فيك أمانيا
رُمينا ببعد في الحياة وفرقة
ومن يك ذا علم يعُد صياصيا
فيا لك من أم فقدت عطوفة
لها طيب الدعوات ظل عزائيا
كلانا تجرّع كأس موت وربما
يموت عذابا قلب من كان نائيا
تلاقي المنايا دون علمي وحيدة
وتحزن روحي رغم بعد مكانيا
إلى الله أشكو كل حزن ولوعة
وجرح طحا بالقلب بعدك ثاويا
فلا الدمع يشفيني غداة ذكرتها
ولا الشعر للأحزان يصبح آسيا
تذكّرني الأيام قسوة رحلة
على الرغم مني أن تكون قضائيا
فلله نفسي في بلاد بعيدة
تعايش حزنا أو تعالج ما بيا
ويا قبر تسقى بالملث غمامه
من الغيث قطرا يستجم وصافيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق