أماهُ بعد أعوام لرحيل
أماهُ بعد أعوام الرحيل لا زلتِ معي
لا زلتُ اسمعُ همسك في حفيف الشجر
ولا زالتْ يداك على وجهي بطعم القُبل
رائحتكُ عالقةٌ بين الزهور في تشرين
تُدفء قلبي في خريف الحكايات والضجر
وكفُكِ ألحاني لا زال على جبيني
دافئاَ يملأ أيامي إذا عبس في وجهي القدر
أماهُ بعد الرحيل يكبر الحُبٍُ
فينمو البوحُ كل يوم كما زخات المطر
في همسات الغيوم اسمع انفاسك
وفي الافق يرسمك الأثير بخطوط الظفر
أماهُ سأخبرك بما حملتْ ايامي
فصوتي يسافر إليك عبر مدارات القمر
ايامي تبدأ بصوتك في ضحكاتي
وبملامحكِ الشجية كأنها مواسم السهر
أماهُ اوصدتْ الأبوابُ كلها
فليس سوى بابك ملاذاً فقد قسا البشر
أماهُ ضيّعني الطريق إلا هواكِ
فقد تعتقََ في الفؤاد كأنه خضرة الشجر
اماهُ عندي كلام من وجع
أحمله كوزرٍ لا أجدُ لهُ في الصدر مستقر
ولكني اخاف البوح من نزفي الصعيب
فقد كتمتُ ابجدياتي فغدتْ كلهيب الشرر
على عشبِ شعركِ نسيتُ رائحة الحنان
وبعد يديك نسيتُ بهجة الأعياد والسهر
في محراب عينيك اعتكافات الحنين
فلما اغلقتْ تعودت اللجوء على أبواب القدر
فأعود لزاويتي لا شيء معي ألا بعضاً من مطر
ازجيه كالندى على زيتون لحدك
فاحمل غصنها معي لأضمه في محطات السفر
اماهُ أعشاش الحمام تفرقت
والعش الجميل تتأثر قشه فما عاد له أيُّ أثر
ومرابعُ الصِبا ما عادت بدفئها
فقد غادرتَها الضحكات وحل فيها الضجر
أماهُ تجتاحني الرياح العاتيات
وصقيع الفراق اوجع مهجتي وأعيتني الفِكر.
فأين دفء ضفيرتك تداعب جبهتي
فاغفو كطفلة ليس لها من الليل إلا ضوء القمر
اماهُ بعد الرحيل شاخت صغيرتك
وانحنتْ روحُها على أعتاب الهموم وتباريح القدر
فيا روحَها لا ترحلي عني
وعوديني ليحلو العمرُ في مُرِّه ويشدو الوتر...
#بقلمي
#إيمان_مرشد_حماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق