السبت، 30 يناير 2021

& الجسد المحنط & بقلم الشاعر : إدريس الصغير

 (الجسد المحنط)


يرنو.. ذباب الموت

إلى الجسد.. المحنط

يرتشف.. قهوته

رشفة.. 

بعد.. رشفة 


فنجانه.. المملوء

بارد.. كصيف ألاسكا

صورته.. الجدارية

تسْقط.. عنها الأقنعة


قناع ..

تلو قناع ..

تلو قناع ..


لم يبقى.. هناك 

غير الصّمت .. الصّامت

يبحث عن.. تاريخ الأبجدية

يخطب.. في أمة


(ماتتْ)


صوتي فيها.. اختفى

تحت الضّجيج، 

أنشودة.. أم القبور                        

ليست للنشر _ الجريدة


مقروئيتها.. شقة مفروشة.. تأتيها  الشّرطة النّظامية.. يوميا


لا أحد يسكنها.. ترقص الأقلام... على الأوراق

المتساقطة


في أيلول.. يمضي الخريف، 

تُرفع السّتارة


ينتهي.. الفصل الأخير

من يشتري.. القصيدة

الشّهيدة..


في بلادي.. 

ليس هناك رصيف.. للنخاسين، 

لكنهم استعبدونا،  

أسواقنا مغلقة… شوارعنا محاصرة 

لكنهم أوقفونا.. مكبلين بأصفاد العبودية 


على رصيف النّخاسة

(هناك سوقٌ.. نعم هناك سوق؟؟؟!!!)

اخترعوا لنا.. سوقا للنخاسين 

كقطعان... العبيد نباع


من يشتري عبدا.. مفتول الذّراعين... شديد

 بدينار واحد.. 

 ومن ليس.. عنده دينارا 

بالمقايضة.. نبيعه عبدا.. يصلح لخدمة الأسياد 


من يشتري.... عندنا الكثير من العبيد

هل سينتهي.. موسم الهجرة

وتعود لنا كرامتنا.... من جديد 


هل سينتهي... موسم الهجرة

إلى ماوراء... التّكوين

حيث تبوح... الذّاكرة المفقودة

أسرار.. الحوريات

من بين.. الشّظايا، 

ينمو الحلم، 

في مهد.. الطّغاة


مأدوبة ليس.. فيها غير السّكاكين

كلّ المدعوين.. من أثرياء المدينة


أطفالٌ.. بلا عنوان

مدارسهم.. شاحبة

في حيرة، 


يصغي الليل.. أنين

جرح المقهورين.. في زنزانة الشّتاء

يسكنهم.. لون العتمة


الطفل يعوي.. من الجّوع 

يختفي.. مذعورا  تحت

رقيق الطّيف.. في بهته

في منتصف الحياة... السّاعة


 السّابعة... تحت الصّفر

يعزف الشّوق.. كمنجة

عيدة..


على رصيف.. ميترو

باريس.. ترقص فاطمتي

الباريسية..


فيسجد البحر.. الأزرق 

في عينها.. الثّمالة


وينهال الكوكب، 

من خصرها.. والنّجمة

و الشّمس.. على جيدها.... أغنية


و الثّغر الباسم.. رنان

العيون المشرقة.. ثرثارةٌ

تمرح كالرّضيع.. فوق الشّفة 


ينتهي العرض..

ينبض قلب.. الفيلسوف

كأسه على البار... مملوءة


يرنح سكرانا.. يحضن

الزّجاجة 

لا أحد فوق.. الفيلسوف

أسوار قصره.. ممتدة


إلى أسوار.... الصين

يخطف الأضواء.. بخطوة

ثابتة.. يقنع الشّعب 

أنه النّهاية.. والبداية

وأنه السّيد.. السّجان.. والعدلية

النّاشزة.. عن العدالة

مستورد البؤس.. المرسوم 

على وجه.. تاريخ الطّفولة


المنسية.. من صفحات

الماضي.. الغامض

الهالك. .

ليس هناك.. امرأة


في الدنيا.. لاتعرف الفيلسوف

يشرب.. دمائنا

يرضع.. أطفلنا

يقرأ لهم.. الوجبات

يغسل الصّحون، 

وفي لليل.. يغير

للصيصان.. الحفاضات 

انتهى.. الفصل الأخير

المسرحية.. طويلة


و الفيلسوف.. لا يتعب

يخرج علبة، 


الثّقاب.. من جيبه

يهدد.. بحرق البلاد

الكلّ خائف.. لا أحد

فوق القهر.. والجّبروت

ننتظر.. ساعة الصّفر

لنرحل.. تقرضنا نسمة الفجر 

الخوف يزحف.. شيئا فشيئا

يبلغ مكانه.. منا

أفتح.. الجريدة

الدراويش يفرون.. من المدينة 

لم تعد آمنة.. المدينة

           

                    إدريس الصغير  الجزائر

                   كتبتها في ديسمبر 2016




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♕ لم يعد يُؤتمن ♕ بقلم الشاعرة : سها صلاح إبراهيم

 ((لم يعد يُؤتمن)) فؤادي لا تدع الشوق  يأخذك بعيدًا.  سيرافقنا برفقة  الجوارى، ويُلهم نفسه  بخضوعٍ للعشق؟  إنه خيالك المُضلل.  الأميرات ورثن...